نبدأ بالجيد من الأمور..
مجلة مدارات (التي أعتز بها رغم كل شئ) بعدد مارس الذي صدرَ أمس نشرت ملف(ترسيخ الأسطورة ،وإعادة كتابة التاريخ)وهو موضوع أخذ مني الكثير جدًا من التأجيل والتأجيل..لكن الأجمل بحق أنني استفدتُ كثيرًا جدًا واستمتعتُ كثيرًا أيضًا في البحث ،لا الكتابة لأنني أظل في حالة نقد مستمر مضني بينما أكتب المواضيع التي تكون كتحقيق مثلاً أو ملف العدد..حيثُ أنني أضع قاعدة أنه يجب أن يكون اطلاع صاحب الموضوع عن الموضوع ضعف ماسيكتب ،إضافة ان القارئ سيكون من المفيد أن تكون المعلومات مركزة..فيكون المحصلة أن أحاول ضغط المعلومات والغاء كل مايدخل في اطار الحشو او الاستطراد الكثير..
الممتع هو التعلم..ومحاولة لاتساع الأفق..
بدأ الأمر بعثوري على كتيب(تقرير لوشتر)الصادر من مكتبة الشروق،وقرأته بإهمال في البداية،ليفتح فيّ طاقة الجوع لمعرفةٍ أكبرحول هذا الموضوع.. ومثلُ هذه الأمور أفرح بها جدًا..أن يستفزني الشئ لأقلَّب في كل مرجع ممكن أو أشغّل قرون استشعاري لملاحظتها في أي مكان..لأنها تبعدني من حالة الكمون التي أسكن فيها..
المهم أن الموضوع ربطني أيضًا بمتابعة (المراجعين التاريخين)واخبارهم بالتبعية..
___
خرجت منذُ قليل من مدونة (سردال)،أنا أعرف انه من أقدم المدونين..مالفتَ نظري هو رأيه بخصوص المدونات،وأن الفضفضة وماإلى ذلك ليس له فائدة..ولذلك فهو سيفعل كذا وكذا وكذا ليكون نوع من الفعل الإيجابي..
أعجبني محافظته على محتوى (مقتنع)أنه مفيد بصورة معينة..
هذا الحسم والتحديد ..تمامًا كما أعجبني النقاش بين علاء وطي المتصل حول تتبع شئ ما(موضوع تقني)..شئ يشبه إعجابي بسماع الفرنسية أو الأسبانية..
ممتع لأنه يغري بالمعرفة..
أيضًا ما دفعني للانتباه لما يقوله (سردال) هو أنني كنت أفكرمنذ أيام في (قيمة التسلية)..
وسيلة لتلطيف الحياة ،أم حاجة..
بالطبع الأمر يختلف ..إن كانت الأولى ،فإن الشعور بالذنب سيبعثه قضاء الوقت بشكل زائد عن الحد في الأمور التي تدخل في نطاق التسلية..وإن كانت حاجة ،فالأمر سيأخذ حيزًا وقتيًا كبيرًا فيما أعتقد..
همم
تلك الشعرة..التي تُميّع الحدود بين الأمور في الحياة وتخلط بين الجدّي والغير ذلك..
حسب مافهمته فعلى كلٍ منا (فعل شئ ما) يكون إفادة لنفسه وغيره ..
ماهو هذا الشئ ؟
ثم إنّ الأمر يبدو أحيانًا إما أن تكون أنانيًا للنهاية ،أو مضحيًا للنهاية..لكي تكون (مفيدًا)
قد تأتي الإجابة ان نعيش الحياة كما هي..وأن نوازن فلا نظلم أنفسنا او غيرنا..
توجد برأسي فكرة صغيرة..أن النفس تجد لها مخرجًا عادة في كل المواقف،فلاضرر عليها..لذا يجب الالتفات لهم علينا واجبات يفرضها اي وضع..ولو كان مطلق الانسانية..
تؤ..تؤ..
يبدو الكلام كبيرًا..لكن هذه قضية أخرى..
وهو سيف النقد الذاتي المبالع فيه..
عندما أتكلم كلامًا يبدو مغرقًا في الفلسفة أو الروقان أو حتى الكلام (الكبير)،فإن هذا لايخرج عن كونه حديث في مكانه في الوقت الذي يُقال فيه..
لا اعتقد أنه يجب عليّ تبني صيغة الكلام (الممتع)أو (العام)..أو لغة الآخرين التي قد تبدو أبسط مني ..
هذا يذكرني بمشكلة الكتابة بالعامية..
مؤخرًا لا ألتفت لهذا جدًا ..وستجدني أذكر كلمة او جملة أو مقطع عامي في الحديث..الأمر ومافيه ان بعض الحديث لايخرج من المرء إلا بالفصحى وبعضهُ يخرج أفضل بالعامية..
لكن ان يكون أسلوبك يغلب عليه هذا أو ذاك..فهذا يدخل في صلب تركيبتك..وماترتاح إليه..
___
مؤخرًا أيضًا _ولظروف ما ربما_أصبحتُ أقرأ بكثافة مفرحة الحقيقة..وهذا شئ جيد جدًا ..
ان تتعرف على (بورخيس) كشئ من أجمل ماحدث لك في الفترة الأخيرة،دون أن تتجاهله لأن الجميع يقول بورخيس_بورخيس مثلاً..تمامًا كما حدث مع أناس مثل (ماركيز)و(كويلو)..
أن يُقال بلا هيبة أن (يوسا)ممل..أو ان الترجمة سيئة بما يكفي..
أن تتوق لشئ جديد تماامًا..حتى الأعداد الجديدة مما كنتُ اواظب عليه أصبح الأمرُ مزاجيًا جدًا..
وكما مشاهدة الأفلام على الجهاز ،حيثُ التحكم والتقديم والتاخير كما ترغب..أصبحت القراءة في الكتب..أقرأه بطريقتي الكلاسيكية من الغلاف للغلاف..أو أستعرضه من الفهرس..أقرأ المقدمة في البداية او أؤخرها للنهاية..
تمامًا كما يستمتع أخي باللعب لساعة أو أكثر بسيارة وحيدة لا في سباق في احدى تلك الألعاب الكمبيوترية ذات الموسيقى الصاخبة..
المشكلة الطريفة أن مثل هذه الحالة من الهدوء الذي يشبه هدوء دودة تقرض الكتب في صمت ،يسبب نوع من البلبلة..
(بورخيس)جعل اللغة الأسبانية جديرة أن يتعلما المرء..كما تستفزني (إيران )و(روسيا) كمجمل أن اتعلم الفارسية والروسية فور انتهاءي من الدراسة الجامعية..
(دار راوغا) _دار النشر الروسية التي تُباع قصصها الفاخرة للاطفال بجنية واحد أو اثنين..
الرسم والمحتوى والطباعة وكللللللل شئ..يجعلني بكل بساطة أقرأ (إبراهيم الكوني) مثلاً مع شئ مما جلبته لأخوتي الصغار(قال يعني لأخوتي الصغار)
شئ يشعرني بـ(عزيز قوم ذلّ)..أن تقرأ لدستويفسكي وبوشكين وآخرين بهذا الاهتمام في النقل للغتك بالتشكيل وشتى أنواع الجذب..
لا أهتم أبدًا بالنوايا التي كانت موجودة للاتحاد السوفيتي الذي أنشأ مثل (دار رادوغا)هذه..
فقط يظل كل كتاب يسحرني بتلك الجملة التي تختم كل منهم طالبة مراسلة الدار إن أردنا إضافة أي ملاحظات..ثم العنوان البريدي في مدينة (طقشند)..
أنا لاأعرف كيف يبدو الناس والشوارع في (طقشند)هذه لكنها مغوية حقًا لأن أعرفها..
____
(جلجاميش)
من اجمل النصوص التي قرأتها مؤخرًا..أو بالأحرى أجمل الترجمات المكتوبة بعناية شديدة ..جعلتني أودّ بقوة معرفة أصل حكاية الطوفان(طوفان نوح)في كل الثقافات القديمة..وان اقرأ النصوص الفرعونية إياها التي لا تشدني لقراءتها..
بابل..وسومر..
أوتنابشتيم السومري،هو مش عارف مين البابلي هو المقابل لسيدنا (نوح)..
التفكير في أن (القرآن الكريم) ليس كتابًا توثيقيًا تاريخيًا..بل هو كتابٌ مرشد..ذلك يجرّ التفكير في الاستطراد في حكمة عدم ذكر الأرقام بدقة في الحكايات التاريخية،لئلا يؤدي الأمر للتدقيق والاختلاف في هذا ،والابتعاد عن الغرض من الحكي..أو (الحكمة)..
هذا يتعارض مع انني أنوي تعلم الأمازيغية أو لغة الطوارق..لأقول ملئ الفيه بصوت رخيم كما العرافين والزعماء والسحرة بعالم الكوني شيئًا مثل(آكود أبرقا يغلاي)*
:)
كأنه نوع من التمسح في العارفين والحكماء..
حقًا إن الدنيا صندوق صغير لايكاد العالم ينتبه له..
كمية رهيبة حقًا من الأشياء الجديرة بالاهتمام
________
هذا الرأس التي بالأعلى ستنفجر..
وكل شئ ينبغي له التجمد حتى ننتهي من الواجبات
وانا أكتب شيئًا من فوضايَ لأتخلص منها..فتصغر الأشياء ،فأرتب الأمور بشكل أفضل..
ويبقى الأكثرُ منتظرًا أو غيرَ منتظرٍ لأن يُخرج في أي قالب
ربما لهذا لم أمسح (سديم )من الوجود بضغطة زر للأبد..
ربما أيضًا لأن الأشياء كلما طال مكوثها معك،صَعُبَ التخلص منها..
لكن الأكثر تاكيدًا أنها لم تستفزني بتحدي كما الأشياء التي أرتبط بها ،لأهجرها قبل حدوث أي شئ..
عمومًا دعواتي للناس الطيبين بأن يظلوا كذلك..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عليكَ بالطريقِ ولو تعرّج
هناك 4 تعليقات:
يقول البدو العرب في سيناء: "دير الدرب لو دارت".
"عليك بالطريق و لو تعرّج "
أى نعم يا مولاتي ...
الصحراء الكبري يا سديم .. تطرق بعنف باب مغلق فينا .. تنادي بشدة على شئ كامن فينا ..
"نريد ان نرتد طوارق .. من صُلب الصحراء !"
ستتعلمين الأمازيغية "دي" ذات يوم يا فتاه و حينها سأقايضك بشئ أخضر من عالمي على ان تنقلي الي سر الصحراء :)...
______________________
هاعلّق بس على بورخيس يا سديم ..
للصدفة كنت اقرأ "قيصر باييخو" و الذى لن تسمعى عنه كثيراً كما العم "بورخيس" هذا ...
و هو اسباني آخر .. كما مواطنه "لوركا"؛ كأنهم من الذهب هناك يكتبون الشعر فى مروج الأندلس !..
مشكلته الترجمة السيئة حقاً الى العربية ..
ربما قريباً اقتبي لكِ منه شيئاً ..
و مثلك .. دعواتي للناس الطيبين ان يظلّوا كذلك ( قدر ما يستطيعون)ا
السلام عليكم...!
((تفالم آمضال,تكّام آمضال,ما تكّام؟))
....................
((تتركون تراباً,وتهاجرون إلى تراب,فلم المسير..؟!))
تماعق لغة الطوارق
هئ هئ هئ
!! ثمة قول حكيم أنصح به ، ولا أعمل به
: يقول أحدهم
" إبدأ بالضروري ، ثم انتقل إلى الممكن ، تجد نفسك تفعل المستحيل "
المسألة في تحديد الضروري من الممكن من المستحيل !!
من المعلوم أن الاستغراق في المباحات،إذا أفضى إلى الإخلال بالواجبات ، فإنه يخرجها إلى المحرمات
بالنسبة لي
أراني استغرقت في المباحات ، بل والمحرمات
!! ربما أكثر من اللازم
وليس أفضل من دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام
"اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها"
أخرجه مسلم
إرسال تعليق