أنْ الرحمة..
لو أنها تملكُ شريطًا أسود تربط بهِ عينيه..لتمنعه من إطلاق المزيد من الطلقاتِ..
وكأنها أصبحت من نسيج تعاملهما معًا..
إذا رآها..صارَ ألطف من اللازم ربما..
لكن الجو يصبح بينهما أبرد وأبرد..
ثم إن لم يلتقيا،فلا تتركُ التكنولوجيا لأحدٍ منهما الاحتجاج بانعدام اللقيا،وتمنح لكل منهما نافذة..ولوحةَ مفاتيح..ليواصلا طبع التحيات كلما تقابلا..ونفس الأسئلة،ونفس الأخبار ..مع إضافة المزيد من البرودة كل مرة..
..
ولقد تجمدَتْ
في كل مرةٍ..تصنعُ من (أناها)(انًا)موازية..لأنها تفهمُ أكثر من اللازم..ومن الواجب ألا يظهر أنها تفهم..لأن الاظهار كالابطان في حالتها..
ومن الواجب أن يبدو سطحُ الماء هادئًا..
(أليسَ هذا ماأردتِ؟)
تضحكُ ساخرةً وهي تتذكرُ كل النحتِ في الظروف..ليصبح مثاليًا بشكل ما..ولتظل الأمور كما كانت بينهما..ولتظل النفوس مُبرَأةً من الجرح..
وكل البكاءات على كل الحوائط..وذلك الحائطُ من الجير الذي نحتت عليه (أحمدُ الله أنّ كل شئ على مايرام)..لكي تعود إليها لتوقّع بعد استتباب الأمن عليها يومًا (صدقتِ)..وكأن اليوم المُتخيلَ هذا يخرج لسانهُ إليها..لن آتي!
بالفعل إنه يخرج لسانهُ إليها..
وبالفعل تتعبُ مع كلِّ مرة..ولا تستطيعُ لومهُ..كما لم تستطع منحُهُ ماتمنى..
..
ولقد تجمَدَت تمثالاً..
إلا أنَّ بهِ ثقبٌ ينزفُ..
وهأنذا وإياها..ننتظرُ أن يملَّ ،أو يتجلط..أو تصبحُ الطلقاتُ أخفّ..
..
ومن جبالِ اللازوردِ قطفنا وريقةً من شجر المحبين..ووضعناها بجانب الرأسِ المتبقي..من الـ(أنا)المتجمدة..التي أخذَت تتآكلُ من أسفل..
نعم ..من أسفل لأعلى..
والرأسُ بقيَت ،مع الصوتِ الذي يحكي الحكاية من أولها كل صباح..فيتوسعُ الثقب،ويجودُ بالدماء..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق