"لقد انتهت صلاحيتي"
هكذا عاجلتُ سديم ..لتكفّ عن توجيه تلك التظرات..أو دفن رأسها بين ركبتيها في أبعد نقطة من ذلك القلب/البئر..
لم تعد لدي مقدرة لاستيعاب المزيد من كل هذا
صوت القطرات فوق ذلك السقف المعدني بإحدى مباني القلب ينبؤني أن واحدًا من الأحبة نسي (أو ترك ربما) صنبورًا دونَ إحكام غلق..
يعلو صوت الثرثرةِ بين تلك القطرات وبين ذياك السقف..
يعلو لأعلى برج في رأسي..ليظل يدق ويدق بلا أي هدف على كل الأبواب..كما هو جدير بمختل في لحظاتِ سلام..
تاك
تاك
الصوت الذي يتضخم..لايكفّ
ولا يملّ
أُفَرِّغُ صبري في أقرب قمامة..
أدهسه بغلّ
لأصرخ..وأصرخ
كنتُ أظنُّ أن الصراخ هو منتهى الحالات
لكنه فقط ينهي جولة..
لتعيدَ شحني القهقهة الساخرة للسقف والقطرات..
هل نسيتُ أن أقول لك..أن القطرات تسيل من روح ذلك الـ(أحد الأحبة)..؟
ياإلهي كيف تبدو السماءُ في الجنة؟
أرجوك اجعل جنتي بدون أسقف معدنية..
واجعل الأرواح تتنسم لا تجرح..
"وليس لي مكانٌ هنا ياسديم"
نعم..
ولم آلف بعدُ الكثير من تلك الـ (تاك)..التي مافتئت تتضخم بحماس،كورم سرطاني لايجد مايفعله
ثم ..اللعنة إن تبادرت الشفقة لخاطرك ياسديم..
أنا أعلمُ بعدم جدارتي لها،فلا تزيدي الجحيم جحيمًا بذلك الشعور
"وكنا..ولم نكن"
الفعل ناقص بالفعل..
أصل الأفعال الناقصة..
أو مبدأ الكمال..
لكن يبدو أنه يختار ،واختارنا لنقصه
ثم منذُ متى لم تعرفي حقائق الأشياء..
ومنذُ متى لم تزدادي احترافًا في الهرب ،كلما ازددتِ معرفة..
طينتكِ تلك ياسديم..
فشكليها
فقط..كوني (صلصالكِ)..أخرجي اليد من داخل العجين وشكلي (أنتِ)..ادفعي الأيادي المتطوعة لتشكيلك..
قبّليها شكرًا وادفعيها بلا خشية
ثم لماذا يواصل الخوف ترعرعه لديكِ؟
وإني لأسخرُ منكِ..فو أنكِ (أنا)فتعجبني طريقة قذف الكرة كلما تلقفتِها..
طريقة المشاذب/علاّقات الملابس...
طريقة الخلط بين الضمائر..ليتآكل الفارق،فيصبح بالنهاية أنتِ انا..وأنا هو..
التجانس
تلك هي الكلمة!
كل شئ مبعثر..هو في الأصل دوران حول حمى الشئ المتجانس..
قد ألفُ العالم لأني أشعر بالغربة،مع أني أشعر بالأمان في كل بلدة..
وقد أكتب ألف قصيدة وخمسين قصة لأقول (أستطيع الحب)..دون أن أدخل الحاء والباء في أبجديتي
أستطيع مداراة نضجي جيدًا..واظهار النزق،والاستمتاع بدور المهرج..أو العكس
أسائلني ياسديم..كثيرًا بمنتهى الجدية..(هل لكِ حق في هذا)؟
هذا التساؤل يسحلُ حقي سحلاً_بمثل بشاعة التعبير_
يفقدني حقي بالمنطق..وبمقتضيات الأمور..حتى في الأماني..
ويولد ذلك الكائن الجحيمي الشعور بالذنب
لا أقول هذا من باب تأكيد لطيبتي _لاسمح الله_لكني أعنيها حقًا..
بعض الأحداث التي تمنحك نظرة (الذي اقترب ورأى)كختم..أو وشم.تدفعني لأؤكد لنفسي مع كل (تاك)أنني لست شريرة،لأبيت لما حدث..
يكفيني كرهي لذاتي إذ أتذكر أنني قد قتلتُ خطأ..
أقرب بني آدم لي لم يصنف التهمة إلا تحت (القتل شبه المتعمد)..وأقرب بني آدم آخر..رأى أنه بيدي لا بيد عمرو قتلت..وتلوثت بالدم..فقط المحبة التي تمنح الفهم..جعلت الاستمرار معي نوعًا من الفهم لدوافع قاتل بالنهاية هو إنسان
أكره إنسانيتي إن ظلّت بعد القتل..
وأكره لأنه ربما الكره الذي قد يخفف ذلك الألم..
هل لا يخففه الحب؟أم أنني لم أصبر لأعرف..؟
هل وصف أحدٌ كيف يتلوث فضاء المرء بالشعور بأنه (يأخد ماليس من حقه)..؟
حتى في الشعورالحلو الطبيعي..
في اختيارات المرء المصيرية..التي تظل حتى الممات
في لحظة الفرح التي يلوثها القلق
هل أتحدث إلى تماثيلك يا سامي*؟
حتى الفهم لا أريده..
فقط أنظر
_____
سامي محمد :فنان تشكيلي كويتي*
هناك 10 تعليقات:
رائع...
((أنا أعلمُ بعدم جدارتي لها،فلا تزيدي الجحيم جحيمًا بذلك الشعور))ـ
اليس هذا شعورا موارباً؟..هو اصلا رثاء وشفقة
(({فقط..كوني (صلصالكِ)..أخرجي اليد من داخل العجين وشكلي (أنتِ)..ادفعي الأيادي المتطوعة لتشكيلك))ـ
وهل تركت لنا القوالب التي تتلقفنا منذ الولادة هذا الترف.؟
الم تصيّرنا الضغوط الى سوائل تتخذ -في استسلام- الوعاء الذي يحويها
((كل شئ مبعثر..هو في الأصل دوران حول حمى الشئ المتجانس.))
ومنا نفعل ان كان "الشيء المتجانس"اغلق دوننا.
((أكره إنسانيتي إن ظلّت بعد القتل ))ـ.
ـ(... ... ...)
...............
أوغلي..فقد انقطع سبيل الرجوع
.
انا بشكرك كتير ع المدونة دي والصورتين تحفة
النص جميل جدا وعميق للغاية يا ميست
تحياتي
الصور حلوه
والله يا ساره انتي مفروض كنتي تدخلي فنون تطبيقيه يا بنتي
انا كل شويه ادخل اتفرج علي الصور واقول البنت دي ظلمت نفسهاا بالبيولجي اللي بتدرسه دا
نعم.. تدارين نضجك جيدا
لكن الكائنات المضيئة التي تولد من بين أصابعك تملك كل شيء: اكتمال الصورة..بهاء الحرف..وقلق النحت
كائنات حائرة؟ ربما.. لكن نصيحتي الوحيدة لها بأن تنسى هاجس الأفعال الناقصة...فليست هناك أفعال كاملة أصلاً!
محبتي
اشتاق لأقرأ لكي نص جديد......واعتقد ان هناك كثيرين مثلي
:-))
ياهلا..:)
أشكركم جميعًا فردًا فردًا
اعذروا كسل الخراتيت الذي أكونُ عليه كثيرًا
إن المسألة مزاجية..لكني هنا لشكركم عمومًا وخصوصًا
طبتم
انا اسف لو فضولي ضايقك....بعض البشر يكره ان يشعر انه مراقب من احدهم ....من الواضح انكي منهم....عموما حلوة فكرة بدون تعليقات دي
تحياتي سديم
لا داعي للأسف..أيمن
إن الأمور لا تخضع للضيق كما يبدو في كثير من الأحيان..
دمت بخير:)
إرسال تعليق