السبت، أغسطس 12، 2006

التجارب والسفر عبر الزمن


:تنهدَ ك.يونج# ثم قال
وعندما يتعين علينا أن نعالج المشاكل ،نجدنا مضطرين بالغريزة إلى رفض
تجربة الطريق" الذي يُفضِي بنا إلى الظلام والغموض .
لا نريد أن نسمع سوى النتائج التي لا يشوبها التباس،ونريد أن ننسى تمامًا أن هذه النتائج لا يمكن حصولها إلا إذا أدلجنا في الظلام ثم خرجنا منه.
ولكي نُدلج في الظلام لابد أن نستجمع جميع قوى النورالتي تتيحها لنا الواعية*،أي نطلق العنان لتأملاتنا..."
.
.
:ثم ارتشف رشفة من الشاي الساخن قائلاً
"..أنَّ شيئًا فينا يريد أن يظلّ طفلاً ، أو غير واعٍ،أو واعيًا_في أبعد
الأحوال_علىالأنية** فقط ،وهذا الشئ لايريد منا أن نفعل شيئًا ،
أن ننغمس في شهوتنا إلى اللذة أو السلطة..."
.
.
: ثم أنهى كوبه وهو يقول
لايوجد في النفس شئٌ قديم ،وفي نفس الوقت لاشئ يتلاشى في الواقع ،ومن يقِ نفسه من الجديد والغريب وينكفئ إلى"
الماضي ،يقع في نفس الحالة العصابية*** التي يقع فيها من يتواجد مع الجديد ويهرب من الماضي ..
الفرق الوحيد بينهما ،أن احدهما انفصل عن الماضي،والآخر انفصل عن المستقبل..
كلاهما ينقذ حالة ضيقة من الوعي.."
__________
#ك.ج. يونج_ عالم نفساني ،تلميذ لفرويد..تقريبًا هو من نظّر للعقل الجمعي وماإلى ذلك..أود معرفة الأكثر عنه.والمقتطفات من كتابه علم النفس التحليلي
أعتقد أنه يقصد العقل الواعي.*
الأنية=الأنا=الأنانية**
الحالة العصابية: من ضمن صفاتها أن تعاني مشكلة ولا تعي أنك تعاني مشكلة..بخلاف العصبي***
____________
في آخر اقتباس..لما تحدث عن أنه لايوجد في النفس شئٌ قديم ، كما أنه لاشئ يتلاشى في الواقع..ذكرني بإشكالية السفر عبر الزمن..فآخر
مقال قرأته عن ذلك في آخر عدد لمجلة العربي..تحدث عن نظريات ترى استحالة ذلك بسبب أن الكتلة التي نوجد فيها في الحاضر ،هي الموجودة فعليًا..بمعنى أننا لو حاولنا العودة إلى الماضي فسنجد أن العام أو اللحظة الماضية بيضاء..لن يكون هناك حدث..لأنني بكياني والمحيط موجودين في اللحظة الحاضرة وفقط..بينما كنت في اللحظة الماضية في كتلة أخرى..
بمعنى أن كل لمحة حاضرة مني ومن البيئة مرتبطين ككتلة واحدة..أتذكرالماضي..لكن إن عُدت إليه سأجده أبيضًا..لأن أنا الماضية لم تعد موجودة..
Hyper Universeهذا رغم حديث العالم يوكو ميشيما صاحب نظرية الأوتار الفائقة والـ
والذي يدعم نظريًا وببعض الإثباتات وجود سبعة أبعاد للكون..بمعنى وجود الأبعاد الثلاثة التقليدية،من طول وعرض وارتفاع،وبعد اينشتاين الرابع ،الزمن..وإذا أضفنا البعد الخامس..حصلنا على المجال الكهرومغناطيسي..أما بقية الأبعاد فيَصعُب إثباتها تجريبيًا،بالرغم من وجودها..
.
ميشيما افترض وجود ثقوب دودية..عبارة عن ثقوب زمكانية يمكننا عن طريقها الانتقال من زمن لآخر..لكن هذه الثقوب يبلغ قطرها حوالي 10 أس 13..كما أنها متحركة..بمعنى كما لو أننا بكتلتنا الزمنية في حالة حركة دائمة..وهذه الثقوب الدودية كفقاقيع الصابون ماتلبث أن تنفثأ ،ثم تعاود التكون..
.
ميشيما أيضًا ينظّر ويثبت لما يدعى تفرع الزمن..بمعنى أنك لو فرضًا سافرت للماضي،وقمت بإحداث تغيير فيه..كأن تقتل والدك مثلاً..هذا لن يؤثر على وجودك في حاضرك عندما تعود إليه..رغم أن والدك سبب في وجود أصلاً..بل سيكون موجودًا ،كنسخة جينية..لكن في صورة وظيفية أخرى..
.
بينما تدعم النظرية التي تحدثت عنها أولاً..كلام يونج النفساوي..لأنها تقول أنك لن تستطيع أن تذهب للماضي وتغير فيه..لأنه سيكون أبيضًا..لأن الكتلة الموجودة حية هي الكتلة الحالية..والتي تتكون منك ومما يحيط بك..بكل ظروفك..
.
الحل: الله أعلم..ولكني أعتقد..أن كل هذا يصب في الجردل الذي ستجد فيه ورقة تقول..لا تنكر ماضيك،ولاتسرف في مشاعرك نحوه..إنما هو تجارب ..بيدك نتائجها..فعش حاضرك،ولاتقلق بشأن المستقبل..فكما الماضي أبيض..المستقبل أبيض..ولا ملون إلا الحاضر..
.
الحل الآخر: بيدك لابيدي ولابيد عمرو ولا سناء

هناك تعليق واحد:

محمد أبوغرارة يقول...

اهلاً..

وماذا عن ذلك الراي الذي يقول ان لا خاضر عملياً
فعندما اقو "الان"...الم تصبح من الماضي فور قولي اياها..؟!

يعني اننا لا نعيش في حاضرنا عمليا...بل اننا نصيّـر ماضينا كياناًا نغوص به او نتقدم في المستقبل..!
انا آسف عن هذا التمثيل، ولكن كاننا دودة تقتات على الماضي لتستمر في التقدم في الحاضر..!

فلا انفصال عن الماضي ولا عن المستقبل ..لان البرزخ الذي نسميه حاضراً غير موجود الا تخيلاً في أذهاننا..!

وربنا العالم..هئ