الاثنين، نوفمبر 20، 2006

الفيدا والتأمل التجاوزي

عندما قرأتُ بورخيس من عامٍ تقريبًا..صرتُ مشدودةً إليه وإلى مايكتب بطريقة عجيبة،كما انبهرت وأحببت قبله هرمان هسه،ثم أخيرًا أمين معلوف الذي لم أقرأ له سوى (حدائق النور)..كلُّ هؤلاء رغم الاختلاف الذي قد يلاحظه من يقرأ لهم..لديهم حسٌّ تأملي عالي..وبينما يميل هسه للهدوء في غوصه في التفكير والتأمل..يتجاوز بورخيس المعقول ليسخر من جدية وقدسية التقارير عن طريق اختلاق مراجع ما لها أصل..
لستُ هنا في معرض دراسة أدبية مثلاً..أو إبداء رأي قاطع..القصة كلها أنني أمسك بجانب واحد ألتقي معه..ووسط احباطاتي المتكررة،وانتكاساتي في انجازاتي التي كان يُعتقد أنني سأعبرها بسهولة ،لأكون فتاة ناجحة بمقاييس معينة..
الدراسة
الحياة الشخصية
العلاقات..وبالأخص الصداقات
لا أعتقد أنني أحرزتُ تقدمًا رهيبًا..عدا في بعض العلاقات البسيطة المهمة..عدا ذلك فإن الشئ الوحيد الذي كنت أفعله تقريبًا بانتظام هو التفكير والتفكير حول التفكير..
" اعرف ماتريد"
هذا هو الشعار..هذا هو المفتاح الذي أكدت عليه كل علوم تطوير الشخصية والبرمجة التي انبهرت بها بشدة منذ المرحلة الثانوية ،كنتُ أمتص المعلومات امتصاصًا..دون جهد
كان لدي كثيرٌ جدًا من الشغف الذي أستغربه حقًا إذا مابدأت الاهتمام بشئ..
المهم ..أن النقطة في كل هذا..أن الشئ الناجح تقريبًا في شخصيتي ضمن كل سلاسل الفشل،هو الفهم
أعتقد أنني أستوعب الأفكار(المجردة)..أهضمها بسهولة،أتعامل معها وبها بمتعة وانطلاق..عدا ذلك ربما أبدو كحمقاء أو شديدة التردد
..
قد لا تكون الأفكار المجردة كشئ مريح مثلاً فقط هي مايجعلني أسبح فيها بمهارة بالمقارنة بمهاراتي الأخرى على الأقل..
علّة الأشياء..
قوة الأفكار في تسليط الضوء وكشف علّة الأشياء..أو كيف كانت وتكون..
طبيعة الأشياء
اليوم وجدت مايسمى بعلم الكينونة..
ثم أتسلل وأنا سعيدة باكتشافي الذي جاء بالصدفة البحتة جدًا..الجميلة جدًا عن طريق معرفة (جورو ديف) و(مهاريشي)الذي وضع أسس ،علم الوعي أو علم الذكاء الخلاّق،وتوجد جامعات مهاريشي للإدارة بأمريكا وهولندا وروسيا
ولقد تعلم حوالي 5 مليون شخص طريقة التأمل التجاوزي،وهي تطبيق لمعرفة الفيدا التي جددها العالم د/مهاريشي ..
الأمر لا يتطلب سوى مرتين يوميًا من الجلوس في وضعية مريحة وإزاحة الأفكار لتغوص،للوصول من أن تكون مجرد وعي مجرد لامحدود،لوعي نابض فاعل..
وطبعًا حديثي هذا تبسيط مخلّ كما لو أنني قلت لا يلزمك لممارسة الصلاة سوى أن تكبّر ثم تركع ثم تسجد..الخ الخ!
الفيدا أصلاً..تعني المعرفة،معرفة الوجود،تهدف في المنتهى بتطبيقاتها لتحقيق التناغم مع البيئة المحيطة..(بيئة ربنا طبعًا بمعنى الطبيعة)..التكامل بين الفيدا وعلوم الفيزياء الحديثة والفسيولوجي كل هذا يتم الاستفادة منه في مايُطلَق عليه علم الوعي..
انظر مثلاً للاستفادة والربط بنظرية الحقل الموّحد الفيزيائية،بالطبع تمّ الاستفادة من علوم الطاقة ذات الجذور الهندية واليابانية..
..
السلام العالمي يبدأ بالسلام الفردي. الفرد هو وحدة المجتمع
وعندما ينعم الفرد بالسلام الداخلي يعم السلام العالمي تلقائيا. الغابة الخضراء
تكون أشجارها كلها خضراء.

إن المعاناة في المجتمع هي نتيجة استمرار الفرد في
مخالفة قوانين الطبيعة التي
تؤدي إلى توليد الضواغط في المجتمع، وما دام الإنسان
غير قادر أن يعمل بالتحالف
مع القانون الطبيعي سيبقى السلام فكرة وهمية

.
تتراكم الضواغط في الجهاز العصبي نتيجة لتعرض الإنسان
لأوضاع معينة غير منسجمة مع النمط الطبيعي للجهاز العصبي مثل الصدمات النفسية
والخوف والفشل والتعب الجسدي والتلوث وغيرها. يستطيع الجهاز العصبي بشكل طبيعي من
التخلص من الضواغط في ما إذا اكتسب حالة من الراحة العميقة تساعده على ذلك. وهنا
يأتي دور تقنية مهاريشي للتأمّل التجاوزي.
..
التأمل التجاوزي يذكرني بتأثري من عامين تقريبًا بما يسمى بـ(التنفس التحولي)..هي طريقة أيضًا يتم تعلمها للتنفس بطريقة صحيحة في وضعية مريحة ،لتساعدك في صفاء الذهن والهدوء النفسي ،عن طريق مزيج من الاستفادة الفسيولوجية للجسم عن طريق إمداده بالأوكسجين ،وحشد الطاقة الايجابية..
شئ يشبه (اليوجا)،إلا أنه ليس بخلفية واسعة من التقاليد والتدرج وما إلى ذلك..
أتذكر يوم غرقت ،ليتم انقاذي ،فأخرج مرتجفةً بشدة لكني أتمالك نفسي..أو قل أحاول أن أتمالكها،لأجلس متربعة بالتربيعة الحكيمة اياها..وأمسك قدمي بشدة لأوقف الارتجاف..ثم أفرد ظهري وأبدأ بأخذ النفس العميق..شهيق 1-2-3..زفير 1-2-3-4-5
ربما كانت محاولة مضحكة..لكنها عنَت لي الكثير..وبالفعل هدأت وإن لم يكن فورًا..كل القصة أنها تفرغ المكان ممن حولك ومما حولك..لتضعك في ظلام بنجوم..أو ظلام أبيض رقراق كماءٍ صافٍ..
يومها تعرفت على (ملكة)المسلمة الأمريكية..وأخبرتني إن كنت أمارس اليوجا..بالطبع لم أكن..لكن تطرقنا لخلفية اليوجا الدينية،وإن كانت تخالف معتقدَ ديننا مثلاً..كان والدها هو من قال لها ذلك ..حدثتني عن طرق أخرى تشبه التنفس التحولي وإن كنتُ نسيت االاسم..
هذه هي المشكلة المحتملة لمثل هذه الممارسات..أو قل (بشكل أدق) هذا هو ما يجعل شئٌ من الحذر ينتاب المرء عند الإقدام على مثل هذا..الشئ الآخر أو الخوف الآخر أن تكون احدى حركات النصب العالمية أو من مهووسي العالم الجديد..والسلام الذي سيتحقق بشروط غريبة غير سهلة التناول..أو من منتظري الحل من الكواكب الأخرى كالرائليين مثلاً المعتقدين بمنشأ الأرض عن طريق حضارات أكثر تقدمًا منا..وهم من استنسخوا أول طفلة كما أتذكر..
..
عمومًا ما جعلني أستحضر بورخيس هو قصصه التي تجعل من الكون مكتبة..والمعرفة..وأن العلم إنما هو تذكّر لما نعلم بالفعل..
(هل كان آدم عليه السلام أبونا يعلم كل شئٍ حقًا؟)
("وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا.."الآية)
يوجد مستوى من الوعي الفطري بوجود الخالق..إذا لابد أن يكون هناك مستوى أعلى أو أدنى منه بحقيقة الأشياء..
تصرف وسلوكيات الحيوان المعينة الفطرية ،هل هي الصورة أو التطبيق لما يمكن أن أسميه (معرفة مخزنة)؟
..DNA ملعقة صغيرة من الدنا
تساوي معلوماتيًا تقريبًا مايعادل مليون أو عدة ملايين من الكتب
تخيل لو أنه حدث تطور علمي،أو كشف إنساني ما أتاح للبشر أن يخزنوا ويستقبلوا ويتعاملوا مع معلومات بهذه الكمية؟
القراءة السريعة مثلاً تقوم على تطوير ملكات لديك أصلاً..وتستغل حقيقة أنك العين تستوعب تفاصيل الأشياء في سرعة رهيبة تصل لأجزاء من الثانية..
إذن فالقراءة السريعة،هي كيف تجعل استيعابك بسرعة التقاطك..بمعنى أنك عندما تلتقط مشهدًا ،فورًا يتم تخزين داتا باسم الشئ وماحوله الخ الخ..
ماذا لو أنك تعلمت كيف تتم عملية الترجمة (ترجمة الكلمات لفهم واستيعاب) بسرعة بحيث تصبح منسابة وطبيعية جدًا كما تشاهد ألبومًا..
القراءة التصويرية تطور للقراءة السريعة..أسرع وأعلى مستوى..لكني لن أخوض في هذا..
ما أريد قوله هو: من هو المدون الذي كان صاحب كلمة (التفلك التأملي المؤنتخ؟)..:) بصراحة أحس مع وصولي لهذه النقطة أن كلامي الذي هو التقاط لعنواين أفكاري حوالين الموضوع البطيخي ده..سيبدو نوعًا من التفلك التأملي المؤنتخ سابق الذكر..
___
صحيح ..يمكنك أن تقرأ عدة كتب من وحي إشراق عمنا مهاريشي

ليست هناك تعليقات: