قطةٌ تموءُ . دقائقٌ تلتهم الثواني ليتآكل ربع الساعة قبل مقدِمِ الفجر ،والقطة لازالت تموءُ.
البنت خشت أنّ المواءَ تألمٌ ، وأنَّ التألم عن سبب يمكنها دفعه.
القطة تموءُ، والبنت التي تهيأت بملابس مناسبة للخروج ،تنزل السلم بشجاعة من سيكون بطلاً بعد قليل.
عند باب البناية ،وكملكةٍ كانت القطة تجلس ساكنةً. القطة السمينة ذات الفرو الغزير التي تختار وقت ظهورها في المشهد. لاتموءُ ،لا تلتفتُ إليك أيها الوافدُ المنتظرُ أن تكون بطلاً.
مسترخيةً واثقةً ساخرةً منا جميعًا ،أمامها قطٌ هو نسخةً منها إلا أنه أسود.
تنظر إليه كشئ ،ثم تُقلّب نظرها في شكون /ملل/ أو عدمٍ تجاه الأشياء الأخرى،بينما المواء/الثرثرة /الوعيد /أو التفاوض الصادر منه لم يتوقف إلى أن اقتربت البنت منهما،ليهرب الأسود السمين غزيرُ الفرو بنعومة قافزًا عبر باب البناية راسمًا قوس قزح .
فتفتحُ البنت الباب تتبعه .
فيهرول خلفهُ ثلاث كلاب رشيقةٍ ،يختفون خلفه .
لم ينبحوا، كما لم يمُـؤ ،كما لم يخرج العالم من الحلم الذي تصعد في نهايته البنت دون أن تندهش.