الجمعة، أغسطس 29، 2008

إنما نقرأ لنتسلى

لدي إشكالية معينة في اعتبار أن الأدب نوعٌ من التسلية،أو يندرج تحت بند التسلية،أو أن احدى أهم وظائفه هي التسلية.

ربما أوافق -كنوع من الموضوعية- أن تكون التسلية هي احدى فوائده/عوائده الجانبية،لا المحورية.

أنظر للأدب بجدية،كنوع من ممارسة الإنسانية.

الكتابة عما ترى،وتتعلم،وتشعر به.رصد للماضي والحاضر،والبحث فيهما،وإعادة كتابتهما،ومحاولات لاستشراف للمستقبل،وقراءته بالاعتماد على سير الأحداث المنطقي،أو بشفافية تتجاوز الأحداث لتكشف المخفي وراءها،أو بخيال يتجاوز الحدث وماورائه.

نظرتي للأدب كقارئة تختلف نوعًا عن نظرتي له ككاتبة،ففي الثانية يمكنني دومًا صياغة ما أود بالطريقة التي أجد أنها الأجدر،بجانب أنها نوع آخرمن التفاعل التطبيقي،بمعنى أنني أطبق نوع آخر من القراءة .

ككقارئة أجد أمامي كمًا هائلاً لدرجة تُصعِّب الانتقاء بين كل هذه الأعمال.

لكن ما أريد اثباته هنا،أن كون الأدب تسلية أو لا هو نوع من الاختيار،لا رأي قاطع يتم حشده والأخذ به كمسلّمَة من المسلمات.

ربما بهذا المعنى أرى أن شيوع الرأي بأن الأدب ضرب من ضروب التسلية ،هو قصر الموضوع على نوع واحد من أنواع الأدب.

كنت في وقت من الأوقات أعتقد أن منشأ الفكرة غربي،حيث أن الفلسفة الغربية -المادية خصوصًا- تُعنى بالتسلية كأمر أساسي تطبيقًا لفكرة الاستمتاع بكل لحظة من لحظات الحياة،بالتالي أي نوع من أنواع (الفن) ومن بينها الكتابة الأدبية لابد وأن يكون مسليًا في الدرجة الأولى ،وحتى إن لم يكن ذا محتوى يضيف شيئًا خلاف ذلك.

لكني أراجع نفسي من أكثر من جهة،فيمكن قراءة كتاب كـ(الأغاني) أو (المستطرف في كل أمر مستظرف) كنوع من التسلية،وهما كتابان تراثيان عربيان قديمان.

الخلاصة : يمكن للأدب أن يكون مسليًا.لكن يجدر به أن يكون مُضيفًا مُمتعًا.


لكن سؤالي هو : ما المشكلة في أن يكون الأدب مسليًا؟

ربما كلمة (التسلية) فيحد ذاتها تحمل في طياتها معانٍ لا أحبها من نوعية _قتل الوقت_،أو أن الحياة عبثية /بلامعنى/بلا منتهى ولهذا علينا أن نحاول التسرية عن أنفسنا الحائرة المعذبة المسكينة والتسلي إلى أن يداهمنا القدر/او أي قوة ما.

في حين أني أؤمن بأن للحياة معنى نستكشفه،ونهاية مرحلية بالموت يعقبها حياة لا نعرف عن قواعدها سوى القليل الكافي الذي يسمح لنا بالدخول فيها فقط،بالتالي يبدو تضيعًا للوقت وإهدارًا للعمر المحدود أن نقرأ لنتسلى فقط،ونكتب لنتسلى فقط..حينها سنبدو كائنات مثيرة للشفقة فعليًا ،ندور حول عوالمنا الصغيرة وحاجاتنا الأنانية ،وبالوقت نتعلم تبرير فسادنا ،وخستنا بالتنقيب عن فساد الآخرين وخستهم وقذاراتهم،وبالتالي لا نتجاوز أنفسنا،ولا نستطيع احتواءها علاوة على احتواء الاخرين،ومع هذا لا نستطيع سد الفراغ الروحي أو الاختناق نتيجة الاغراق في هذا المستنقع.

الأدب،كما الانسان،سيتخبط إن لم يكن له هدف،وسيدعم هدفه إن كان له هدف.

لاينبغي للأدب أن يكون تعليميًا -إلا في مكانه ومجاله-،ولا مفتعلاً.

يجدر بالأدب أن يكون صادقًا ،وسيؤدي وظيفته بشكل تلقائي،كفن . ربما ليست الأزمة في الأدب لأنه نِتاج،إنما الأمريتعلق بمنتجيه (الكُتَّاب) ،قد يتأثر صعودًا وهبوطًا بالظروف الحضارية المحيطة به،لكنه دومًا -في اعتقادي- له دور استباقي.

الدورالاستباقي الذي أتحدث عنه،يتجاوز تحليل الواقع،أو التأمل في الماضي،إلى محاولة التقويم،فلطالما كان الخيال منبع حل المشاكل ،إلا أن اليأس يمكن أن يجعل من الخيال الذي هو مركز الإبداع مجرد مهرب دائم من الواقع أو الماضي الأليم وفقط.

من هذا المعنى أيضًا أرفض أن يتم تكريس الأدب للتسلية ،لأنه حينها يغدو نوعًا من الحبوب المهدئة التي سرعان ما يسهل إدمانها.


هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

على حسب اللون الادبي يا ستي

شعر روايه مقال الخ

سأقرأ الشعر لجماليته

والروايه لانها مسليه

حتما لأجل التسليه بالدرجه الاولى

التأليف اصلا اتى للتجميل واضفاء الاثاره والتسليه في نقل الحدث

اما عن ما ستتضمنه هذا التسليه من رسائل ومغازي واشارات فهذا ما انتظر الكاتب - الفنان - ان يسوقه لي

السينما اللي هي عند الخواجات " انترتيمنت" احتوت دائما افلامها على معاني وقيم غاية في الجمال والسمو والانسانيه

ولكن التسليه هي البطيخ وحجر الزاويه

انا لا اعرف ما المشكله في التسليه اصلا ؟؟

انا اقدس القيم الانسانيه التي اجلها وامتن لها كمنقذ من الهلاك هي التسلية

انا اتسلى بالمدلول الذكي
اتسلى بالتقاط الزاويه بجماليه وابداع
اتسلى بالحكي

لطالما تسليت بقصص الدين واحببتها اكثر من غيرها

الشعراوي مثلا مسلي بشرحه الفريد لعبر القران والمعاني الكامنه

لهذا لا اسمع اصلا لاي تفسير قران الا تفسيره

لانه مثلا يبرز جمال اللغه

التسليه اظنها مشتقه من السلوان

شروحات الدكتور مصطفى محمود لعلوم الحيوانات والاعجاز العلمي من غير اسلوبه المسلي = محاضره من بروفسير سانام مريلا اثناء دقائقها العشره الاولى

ربما لا يوجد خلاف اصلا هنا وانا اكتب على كتابتك

وربما مرد الامر لانني كلما سمعت ادب تداعت لي الروايه اولا وقبل كل شيء

ولانني توقفت عن الكتابه - التي كنت اعتبرها ادبيه - لانني لم استطع ان اكون مسليا

وشرط المعاوده التسليه والتسليه فقط

كلامك عن الحبوب المهدئه
ذكرني بالضبط التطابق الذي فكرت به قبل يومين تقريبا وان افرك يدي بفرح لان مسلسل سكربز بعد دقائق

هاهو الافيون هاهي الفاليوم هاهي السنه
هاهو التخدير اللذيذ لمدة نصف ساعه بعدها اغدو ادميا افضل

اعتقد ان حوار المسلسل ضرب من الادب

هذا هو الادب الوحيد الذي احتاجه فعلا

الذي يلطف تلبدي ويقشعه ولو كان لمنتهى قريب

خلاصة البعبره واللجاجه التي يزعجني حتما تخليفها

السرد والحكي ,القصه والروايه
بلا تسليه

نفخ شفتين مع رفع اصابع من اسفل الحنك للاعلى الى الشفتين

فرررررب


وطبعا الامتنان البطيخي لاتاحه مساحه للحديث حتى ولو كان بدون اي سنس اصلا نظرا لما كتبتيه

فياريت تاخدي الرد كله كتداعي ملحق لما كتبتيه وليس ردا عليه

لانني بصراحه لم اتمحص واتفحص جيدا جدا ما كتبتيه

وهذه عاده سيئه يجب الاعتذار عنها

ونرجو ان يكون التعليق كله مسليا

نيهاها