الساعات الطويلة..بمعنى 3 لـ4 ساعات-حد أدنى- أقضيها أما
م هذه الشاشة التي هي نافذة متغيرة تعرض المكان الذي أرغب في الذهاب إليه
.
كل كلمة يمكنها أن تكون إشارة /شرارة لبحث يطول أو يقصر..
العالم يبدو كتابًا ضخمًا..كالموسوعة التي تكتب نفسها كل يوم فليس لصفحاتها حد,أدورُ أدور..أقود مركبتي بضغطات على لوحة المفاتيح..أُغرق نفسي وسط الحروف والصور والحركات..يُثبَت لي عمليًا أننا حزم من الطاقة تجسدت على أرض الواقع لتوقفها في أبعاد محددة..كمن ثبت الكاميرا على زاوية فرأى..إن فقدت الزاوية ،فقدت الصورة.
تموت مهامي الصغيرة وتتعثر مهامي الكبيرة كلما جلست أمام هذه النافذة..
يمكنني أن أستغنى عن النوم والطعام..يذكرني جفاف ريقي بالماء.
تزداد وطئة السحر هذا وعدم قدرتي على ابعاد عيني من النافذة،كلما كنتُ محتارةً..أو حزينةً..أو مجروحةً..أو مهمومة بمعرفة تأكل من أعصابي حتى أُشبعها.
رأسي يبدو كالمخدر..عيني تمتص المعرفة بسرعة تُنسيني أحيانًا ما اكتسبت
أبوح لها بألمي ،وبضيقي بأن بحت لها ..
أخاف أن تشهد عليّ دروب هذه الدنيا التي أغوص فيها.
كلعبة..أغرق،وكلما خرجت،أغرق أو أدعني أغرق دون أن أملك زمام نفسي في الغوص.
من لوحة لموسيقى لسيرة لحلم لثرثرة لكلمات لمعادلات ..ثم لي ومني وإلي
على العالم أن يحذر ،فأنا ثقب أسود..أمتصه داخلي
وعلي أن أعالج سريعًا هذا الخلل في مفاصل النوافذ الداخلية لدي التي أهلكها السيل العارم المجذوب بسرعة للداخل ..
فأنا في التيهِ
يهرب عملي مني،وأهرب منه على التوالي دون أن أشعر سوى بنقرة على كتفي،لألتفت فأجد اليوم الجديد مبتسمًا ،وقد خفتت ابتساماتي ردًا عليه..فأنا تائهة عني،لكني سأجدني.
ربما صرتُ منارة!