الثلاثاء، يوليو 26، 2011

صورة الحقيقة

كلما تعامل معي أحد بأحد جوانب شخصيتي واكتفى به نموذجًا حاكمًا، ثبته لما أكون عليه وما "ينبغي" التصرف وفقًا له..كلما تعجبتُ كثيرًا إلى أي مدى يميل الإنسان لأن يُلغي ويضيف على  ما لا يود أن يصبر ليراه في الشخص الذي أمامه.

ثم هو لا يكتفي بالإلغاء والإضافة، بل يتمسك بالنموذج الذي بذل مجهودًا وعرفه -في وجهة نظره-، لكنه لم يعرفه في الحقيقة، بل "كَوَّنه تكوينًا سريعًا" ..ثم يشعر بالخديعة عندما تتكشف هذه الجوانب الإنسانية التي لم يصبر ليعرفها أو يراها.

ثم أشعر أنني قد أُغرِق في تعقيد المسائل، بينما قِصَر حياة الإنسان..تجعل التسطيح أمرًا طبيعيًا كرد فعل.
ربما على المرء أن يعترف فقط أنه لن يعرف من حقيقة أي شخص وأي شيء ربما شيئًا..سيُمسك فقط بجوانب من الحقيقة، وعليه أن يؤمن بشيئين: أن الله الحقيقة الأبدية الوحيدة، وأن ما من حقيقة مكتملة عند شخص بعينه..لذا لنتواضع عن التأكيد الشديد، والتعصب لأي أي فكرة..ولنتعارف ونسيح في الأرض..لأن التجوال في النفوس والأماكن هو السبيل الوحيد لمعرفة أكبر قدر من الحقيقة..ولأن التجوال هو سبيل الحياة أيضًا.

هناك تعليقان (2):

محمد العتر يقول...

المشكلة في الأيقنة ، في الكليشيهات والتابهوات التي صنعناها بعرفٍ عقيم .

والطرف الثاني في المشكلة يكمن في اللاراديكالية إن صحّ التعبير ، يكمن في الابتعاد عن الأصولية .
حتى نماذج الإصلاحيين لا يستسيغون ما فوق الأيقونة أو ما بعد تقويضها .

راديكالية التغيير ، وأصولية الفَهم أرض أكثر صلابة ، ومرونة .

Mist يقول...

هذه الأيام..أن أقرأ ما كتبت ثم ردك، قد يعني أنها إشارة ما.

وأيًا ما تعنيه، فإن فهمي لكلامك عن أهمية التأكيد على أن التغيير أصيل في الأشياء والإنسان، وأن على الفهم أو معاييره أن تكون ثابتة ومرنة في نفس الوقت - دلالة جيدة بالنسبة لي.

شكرًا يا أخي :)