وطوى الطريق، طيَّة طيَّة، ووضعها في جيبه.
وصار، عوض أن يمشي على الطريق، يمشي في ثنايا ردائه.
لم تكن هناك طريق، ولا حذاء له ولا ثوب. لكن قال ذلك كي
يكون له مشي.
لم يكن له شيء. كان له القول فقط. كان له القول، والمشي
في القول.
وقطعَ الدروب كلَّها مشياً على الكلام.
لا تلفظِ الكلمة الأخيرة، لا تقلْ الكلمة التي في آخر
الطريق. قد يسمعها أحد في أوَّل الطريق ولا يعود يمشي.
وإذ تطوي الطريق وتضعها في جيبك، تيقَّنْ أنْ لا أحد ماشٍ
عليها. هكذا يخفُّ حمْلك.
وهكذا لا تزعج الماشين.
وإنْ أردتَ رفيقاً، فأيُّ رفيق أعزُّ من وحدتك؟
امشِ على الكلام. امشِ على اللهاث الذي يخرج من فمك.
وسترى في لهاثك طريقاً، وشجراً أيضاً.
امشِ في ثنايا ردائك. امشِ على الطريق المطويَّة في جيبك.
بين لهاثك وثوبك طريق، ويمكنك أن تمشي عليها العمر كلَّه.
______________
* وديع سعادة، والتدوينة بأكملها مقتبسة من ديوانه الذي عنونت به الاقتباس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق