يقاوم الإنسان فناؤه بالقصص. يفسر بها العالم ويربط الشواهد الغامضة غير المفهومة في سياق منطقي مفهوم.
ربما لهذا وُجدت الأساطير.
وليست القصص مجرد حاجة للإنسان يقضيها فيكتفي، بل هي ولع مستمر. فالإنسان يرى العالم عبر المجازات. والقصة هي وسيط المجازات.
كل مرحلة زمنية وحضارة لها الطرق التي تقدم وترعى بها هذه القصص.
ربما لهذا وُجدت الأساطير.
وليست القصص مجرد حاجة للإنسان يقضيها فيكتفي، بل هي ولع مستمر. فالإنسان يرى العالم عبر المجازات. والقصة هي وسيط المجازات.
كل مرحلة زمنية وحضارة لها الطرق التي تقدم وترعى بها هذه القصص.
ولا ينحصر القص كفن أدبي، بل هو في بحث الإنسان عن معنى كل شيء حوله، وهو وسيلة الخائف للاطمئنان، ووسيلة المكترب للسلوى، ووسيلة العالِم لتصور نظرية.
***
في فيلم وثائقي يحاول تتبع رحلة الإنسان في الأرض، وأين كان الإنسان الأول، وكيف انتشر البشر في أنحاء المعمورة، مستخدمًا تحليل الشفرة الوراثية لأجناس متعددة من الأرض. يقترح الفيلم أن قصتنا تبدأ من أفريقيا ثم أستراليا ثم البرازيل فآسيا الوسطى التي هي أصل السكان الأصليين لأمريكا، والشرق الأوسط التي هي أصل سكان أوروبا.
ما لفت نظري في الفيلم في الدقيقة 38:45 عندما يعلن رجل من سكان أستراليا الأصليين يعلن للباحث أنه لا يصدق قصة الDNA التي تخبر أن الأفريقيين هم أصل وبداية تكون البشرية. فلماذا لا يكونوا نشأوا منا (يعني أنهم أصل البشر حسب قصتهم/أسطورتهم).
هنا يرد سبنسر ويلز أنه في المقابل يود لو أنه يصدق قصة الـDNA أو الشفرة الوراثية وهي النسخة الأوربية من قصة العالم. وأنهم يستخدمون العلم ليخبرهم عن ذلك، حيث أنهم لا يملكون حس المواصلة، فأسلافهم (يقصد الأوربيون) لم يمرروا للأجيال قصتهم ومن أين أتوا.
ما لفت نظري في الفيلم في الدقيقة 38:45 عندما يعلن رجل من سكان أستراليا الأصليين يعلن للباحث أنه لا يصدق قصة الDNA التي تخبر أن الأفريقيين هم أصل وبداية تكون البشرية. فلماذا لا يكونوا نشأوا منا (يعني أنهم أصل البشر حسب قصتهم/أسطورتهم).
هنا يرد سبنسر ويلز أنه في المقابل يود لو أنه يصدق قصة الـDNA أو الشفرة الوراثية وهي النسخة الأوربية من قصة العالم. وأنهم يستخدمون العلم ليخبرهم عن ذلك، حيث أنهم لا يملكون حس المواصلة، فأسلافهم (يقصد الأوربيون) لم يمرروا للأجيال قصتهم ومن أين أتوا.
يقول ويلز: " لقد فقدناهم، وعلينا أن نمضي قُدُمًا، ونحن نستخدم العلم -والذي يعد النظرة الأوربية العجيبة للعالم- لنفعل ما لا تحتاجون أن تفعلوه أنتم."
***
هذا الكلمات التصقت بذهني منذ شاهدت الفيلم لأول مرة منذ أعوام.
ثم أجدني كلما شاهدت أفلامًا هوليودية مسلية حول الأبطال الخارقين، أو الكائنات الفضائية، أو الكائنات الناتجة من تجارب علمية سرية ما، أتذكر كلمات ويلز.
يذكرني الأبطال الخارقون، والكائنات الفضائية بالـجن، وتراثنا العربي الذي نملكه عنهم، وعن قدراتهم.
وتستدعي قصص العوالم الأخرى، سُكنى الجن في الأرض من قبل، وسُكنى الأمم السابقة، وما وصلوا إليه من علم ومُلك عجيب. تكفي قصص سيدنا سليمان مثلا.
فلا عجب فيما قد يقوله البعض ممن يعتقد بأن الكائنات الفضائية هي التي بنت الأهرامات مثلا. وهي تبدو لي كقصص الإسرائيليات لا أصدقها ولا أكذبها. فقط أؤمن أنها من المحتمل أن تحدث.
ما أريد قوله أننا نملك قصتنا للعالم، وكيف بدأ، وكيف انتشر الناس.
ولأن القصص تتحور باستمرار بعدد من مرت عليهم، حتى لا يبقى منها إلا هيكلها، فسنجد أن أصل الحكايات ما يظل مشتركًا بين البشر.
ولأن السيادة الآن للحضارة الأوربية المادية، التي تستخدم العلم لإعادة اكتشاف الحكايات، وإجابة الأسئلة الفلسفية الرئيسية حول أصل الكون وأصل الخلق. والعلم الطبيعي يستخدم الاستنتاجات المنطقية المبنية على الدلائل الملموسة ومحاولة ربط الشواهد في نموذج مفهوم. فأنا ممتنة لخلفيتي الإسلامية كثيرًا؛ لأنه بجانب أن الاستدلال والبرهان جانب أساسي في التفكير الإسلامي، إلا أن الإيمان جانب أساسي آخر.
فالإيمان الصلب العميق بالله موجد العالم بما فيه، لا يمنع أويحجر الإستدلال والبرهان، بل ومعروف أن التفكر والتدبر في عمق تعامل المسلم مع العالم كما تستدل به من القرآن.
أشعر أن هذه الخلفية الإسلامية تعطي العالم براحًا، وثراءً، لا يجعل الاكتشافات العلمية صادمة لي، بقدر ما يجعلها مدهشة، تعطي للعالم جماله. وداعية في كل مرة لذكر الله. فسبحان الله مبدع الأكوان.
حتى قصص نهاية العالم التي تدور حولها الكثير من الأفلام، والتي يكون داعيها التأمل في نتائج ما فعلته الثورة الصناعية المهولة. أو حتى تتبع نهاية العالم من ناحية الفيزياء النظرية. كل هذا يستدعي في خلفية ذهني بعض ما أعلم من علامات القيامة، ووصف ما سيحدث للأرض حينها.
وأمتن أن هذا لم يعد يدفعني للعدمية. بل للتشبت بإيماني بالله.
لقد كُنتُ محملة بالكثير من الأفكار والنظريات والتوقعات عن ومن العالم والبشر. لم يتبق لي الكثير. لكني أحمد الله على ذلك كثيرًا. فكل شيء هالك إلا وجهه.
ثم أجدني كلما شاهدت أفلامًا هوليودية مسلية حول الأبطال الخارقين، أو الكائنات الفضائية، أو الكائنات الناتجة من تجارب علمية سرية ما، أتذكر كلمات ويلز.
يذكرني الأبطال الخارقون، والكائنات الفضائية بالـجن، وتراثنا العربي الذي نملكه عنهم، وعن قدراتهم.
وتستدعي قصص العوالم الأخرى، سُكنى الجن في الأرض من قبل، وسُكنى الأمم السابقة، وما وصلوا إليه من علم ومُلك عجيب. تكفي قصص سيدنا سليمان مثلا.
فلا عجب فيما قد يقوله البعض ممن يعتقد بأن الكائنات الفضائية هي التي بنت الأهرامات مثلا. وهي تبدو لي كقصص الإسرائيليات لا أصدقها ولا أكذبها. فقط أؤمن أنها من المحتمل أن تحدث.
ما أريد قوله أننا نملك قصتنا للعالم، وكيف بدأ، وكيف انتشر الناس.
ولأن القصص تتحور باستمرار بعدد من مرت عليهم، حتى لا يبقى منها إلا هيكلها، فسنجد أن أصل الحكايات ما يظل مشتركًا بين البشر.
ولأن السيادة الآن للحضارة الأوربية المادية، التي تستخدم العلم لإعادة اكتشاف الحكايات، وإجابة الأسئلة الفلسفية الرئيسية حول أصل الكون وأصل الخلق. والعلم الطبيعي يستخدم الاستنتاجات المنطقية المبنية على الدلائل الملموسة ومحاولة ربط الشواهد في نموذج مفهوم. فأنا ممتنة لخلفيتي الإسلامية كثيرًا؛ لأنه بجانب أن الاستدلال والبرهان جانب أساسي في التفكير الإسلامي، إلا أن الإيمان جانب أساسي آخر.
فالإيمان الصلب العميق بالله موجد العالم بما فيه، لا يمنع أويحجر الإستدلال والبرهان، بل ومعروف أن التفكر والتدبر في عمق تعامل المسلم مع العالم كما تستدل به من القرآن.
أشعر أن هذه الخلفية الإسلامية تعطي العالم براحًا، وثراءً، لا يجعل الاكتشافات العلمية صادمة لي، بقدر ما يجعلها مدهشة، تعطي للعالم جماله. وداعية في كل مرة لذكر الله. فسبحان الله مبدع الأكوان.
حتى قصص نهاية العالم التي تدور حولها الكثير من الأفلام، والتي يكون داعيها التأمل في نتائج ما فعلته الثورة الصناعية المهولة. أو حتى تتبع نهاية العالم من ناحية الفيزياء النظرية. كل هذا يستدعي في خلفية ذهني بعض ما أعلم من علامات القيامة، ووصف ما سيحدث للأرض حينها.
وأمتن أن هذا لم يعد يدفعني للعدمية. بل للتشبت بإيماني بالله.
لقد كُنتُ محملة بالكثير من الأفكار والنظريات والتوقعات عن ومن العالم والبشر. لم يتبق لي الكثير. لكني أحمد الله على ذلك كثيرًا. فكل شيء هالك إلا وجهه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق