الجمعة، يونيو 02، 2023

19

 تعلمت اليوم درسًا قيّمًا صاغه مهند حاج بقوله: "ثم تحسبا لأي انهيارات، قمت بتنفيذ وعد كنت قطعته على نفسي.. أن أستمر. أن أحزن وأنا على الطريق، أن أغضب وأنا على الطريق، أن أعاني الوحشة وأنا على الطريق، وأن أستمر في التعلم، وفي المساعدة..لا أعتقد أني مخطيء".


نعم أعتقد أنه مُحق تمامًا. لن يتوقف العالم، حتى وإن رغبنا في ذلك أو احتجنا له، فلماذا نتوقف نحن؟ أو لماذا ندع وقوفنا يطول. على المرء منا أن يتذكر أنه عابر، وكل هذه الحياة عابرة، فلنلقي عن أكتافنا هذه الأحمال. ربما الذكر مهم لهذا السبب بالتحديد، وهو درس مهم جدًا تعلمته هذه الأيام الماضية.

الذِّكر يُذكرنا بالحياة الأبدية بعد هذا العبور، يذكرنا بصلتنا بالخالق لأننا كائنات تنسى بانتظام، يذكرنا بمصدر الحب والسلام في العالم. 

أتعجب كيف يبدو الدرس الذي أعرفه (نظريًا) طيلة عمري تقريبًا درسًا جديدًا تمامًا، بعد خوضك بعض التجارب، وتغير وعيك، وصلتك بنفسك. 


الآن أستطيع تحديد ميزاتي، ومحاسني دون خجل أو شك. ربما ليس بالثقة التي أعرف وأعترف فيها بعيوبي بعد، لكني أتعلم. وهذا جيد.

***

لا بأس إن افتقدنا من رحلوا أو من افترقنا عنهم بينما نواصل حياتنا، المهم أن نذكرهم بالمحبة والدعاء. لا أنا نقيم المآتم ونوقف حياتنا بمزيد من النوم والغفلة. 

لا بأس إن غفلنا ثم تذكرنا. لا بأس إن كرهنا ثم عفونا. لا بأس إن خفنا وفعلنا فعلة خرقاء، أو شَلَّنا الخوف فلم نفعل شيئًا، حتى نتعلم التغلب عليه. لا بأس إن فعلنا ما لا ينبغي فعله ثم عدلنا عنه. لا بأس إن هممنا بشر ثم عدلنا عنه، وإن كنت أتمنى من كل قلبي أن أنفذ كثيرا من الخير الذي أهمّ به.

لا فعل نفعله يستنقصنا للأبد في عين الله طالما استغفرنا وتُبنا، وهذا أجمل شيء في العالم، وأكبر مصدر للشفاء في هذا العالم أننا منه وإليه نعود.

هذا الفيلم العذب عن يوم في حياة راعي غنم وهو يعمل. أثر فيَّ انسجام كل شيء فيه. هذا الراعي يعرف مكانه في العالم، متصل مع نفسه ومع الكائنات والأرض من حوله، رحيم بغنمه. حتى لو مصير غنماته أن تُعد للأكل بعد ذلك. ما المانع أن نتعامل بالرحمة والحب، فلكل دور، ومصير لا تعلمه حتى تلقاه. فتخفف أيها العابر.
لك مني خالص المحبة، والسلام.

ليست هناك تعليقات: