الأحد، نوفمبر 19، 2023

بستانٌ نحن أشجاره

 لقد دفعنا الحب بعيدًا 
 بكل قوتنا
 
وخبئناهُ في الأدراجِ السرية
في نفوسنا
، وتحت الأسرّة
، وفي الشوارعِ 
التي لم نمشِ فيها معًا
، وداخلَ البحر والنهر 
، وفي كهوف النسيان…

وكلما نما بُرعمٌ قصصناه
، أو خبئناه في إصيصٍ مسافرٍ
أو في حديقة أخرى بعيدة.

وكلما اقتربنا
وتجاذبنا كقطبين 
مغناطيسيين
متعاكسين 
هربنا سريعًا 
راكضَيْنَ
عكس التورطِ

وبعيدًا جدًا عن بعضنا
تحت ظلال أشجارٍ غريبة
ننظر لذاتِ السماءِ
وننعم بذاتِ الشمسِ
نستريحُ
نلتقط الأنفاسَ
لنكمل المسيرَ

تمرُّ غيمةُ حيرةٍ:
(أكان الفراقُ أحكمَ قرارٍ
اتخذناهُ، أم أخوفَه؟!)

(أكان هربًا للحياةِ، أم منها؟!)

يتسلل عبيرٌ خفي
حنونٌ يُذكّرنا:
صددنا  الأذى
عن نفوسنا
وعمن حولنا
               بالحب 

 
وعندما تكبر الغيمة
وتكبر 
تسكبُ الماء فوق رءوسنا
فننظر للسماء ضاحكَيْن
نتذكر..
، ونشكر ما تُهديه لنا

لا يَهُم أين اختبئنا 
وكم ركضنا..
يجدنا ما نهرب منه
كل مرة 
تحت المطر

وتنمو البراعمُ 
وتزهو الورودُ بنفسها
في كل مخبأٍ
وحديقةٍ
وحقلٍ

فنعرف براحَ العالم
وسعةَ الرحمةِ 
ومعنى الحب

بينما نكملُ المسير

ليست هناك تعليقات: