الثلاثاء، أبريل 02، 2024

سارح في غربة بس مش مغترب*

 ننسى في غمرة تركيزنا في فكرة أننا متفردون وكل منا رهين تجربته، أننا متشابهون كذلك. 

انتبهت لهذه الفكرة مؤخرًا. ليس بالشكل العقلي المنطقي، ولكن عمليًا. إحساس الوحدة خصوصًا في المعاناة يتضخم جدًا عندما لا تجد حولك من هم مثلك في تلك المعاناة.

لكن الحقيقة أننا لسنا وحيدون في أي معاناة، نهائيًا. كل معاناة أو صعوبة ما تلاقيها ستجد من يشاركك إياها، سواء بنفس ظروفك، أو بظروف أخرى لا تخطر ببالك. 

لذا من المفيد لأي شخص البحث عمن يشاركونه الهمّ، أو التجربة الإنسانية، حتى وإن لم يتواصل معهم، فسيشعر بالمشاركة وأنه واحد من كثير، وأنه يوجد حل ما، أو طريقة للتعايش مع المشكلة أو هذه التجربة.

انتبهت لهذا عندما كنتُ أبحث في موضوع السلوكيات الإدمانية، ووجدتُ أن هناك إجماعًا على أهمية الزمالات، أو مجموعات الدعم. 

كما أن لدي إطلاع على أهمية مجموعات الدعم لذوي أمراض المناعة المزمنة مثل التصلب المتعدد. وهي بالفعل مفيدة جدًا لأصحابها وذويهم. 

أريد أن أتذكر هذا، لئلا تسرح بي نفسي، وأروح معها بلا تفكير، وأغرق في هم لا آخر له. لستُ وحيدة في أي ألم أشعر به مهما كان غريبًا. خبرتُ ذلك، ورأيتُ ذلك في أغرب الأماكن، وبخوض أكثر التجارب غرابة. 

نحن متشابهون جدًا رغم تفرد كل منا. نحتاج هذا التشابه بقدر ما نحتاج لذلك الاختلاف.فلأتذكر هذا.

__________________

* من قصيدة لصلاح جاهين

ليست هناك تعليقات: