الجمعة، مارس 21، 2025

محطة القطار السرية*

غريبٌ أن نسخة مني تنمو وتزدهر في الظلمة، مدفونة عميقًا في عالم شاسع قوامه الأحلام المبتورة، والطرق المستحيلة، وكل المفقودين في الواقع.
نسخة تسعى أن توسع حدود الممكن في السطح قليلا، تحتفي بالبراح، وبالاستثناءات. 
 
 يتضخم العالم السري/الباطني أحيانًا، وينسى مبتدأ أنفاقه ومنتهاها، ترتفع أرضه، تحاول ابتلاعي أنا الواقفة على السطح/ في الظاهر مترددة بين إقدام على الحياة والتجارب وهرب منها.
 
ربما لا يبدأ النفق تحت المنزل/الوضع الذي أعيش فيه الآن، وإنما من مكان ما في ذلك الثقب الأسود.
قد لا تكون هذه بداية الأشياء، وإنما نهايتها..قد لا يكون السؤال: (هل من مكان أهرب إليه؟)، وإنما (ما الذي أهرب منه؟ ومالذي أهرب إليه؟)
 
(لماذا أنا هنا الآن؟)
(لماذا يلح عليّ هذا الاسم؟ وهذا الحَدَثُ؟وهذا الشوق؟ وهذه الأماني؟ إلامَ تشيرُ؟)
(لماذا لا أصل لأي مكان أو أي هدف؟ كأني أمشي في مكاني بكل همة! 
أم أني لا أنتبه لأي مكان وصلت له، لأني مشغولة بالهرب مما لا أريده أن يكون حياتي؟ 
 
عمري كله أقطع الطريق، وأطوي السكك..هل أنا هنا لأرى ما لم أرَ؟
هل تكتمل السكك أخيرًا، أم لا تكتمل أبدًا؟
 
هل أنا مجرد مسافرة على الطريق تقول: (سئمتُ الهرب)، ولا تتوقف عن الهرب؟
 
(2)
 
أقفُ على رصيف القطار. خوفك من فوت القطار عبودية للوقت، أم أمل فارغ أن في العمر متسع لنركب القطار الصحيح؟ 
الأحداثُ التي لم تحكيها لنفسك كما ينبغي بعد، والتي هي ظل لكل هذا الثقل الذي يعطلك كثيرًا من فترة لأخرى.
 (ربما نسيتي أين خبأتيها..اسألي جسدك)!

تقولين: ضيق الوقت لا يسمح بالإفصاح، أو بترتيب القصة. 
تراكمت السنوات، وضاقت عليها الكلمات البسيطة.
 
كلما مررتِ بفسحةٍ يمكن استغلالها للبوح، قلتِ ربما في وقت آخر.
 
يمر موظف القطا ذهابًا وإيابًا، يسأل: لماذا لا تتحدثين؟
(سيمضي القطار)
أصبحتِ عبئًا على رصيف القطار، وجدوله الزمني. (هكذا تشعرين).
 
تحدثي - ابحثي عن الكلمات وتحدثي-
فالقطار أوشك على الرحيل
 
وأنتِ ..لم تعثري على الكلمات حتى الآن.
 
هناك مقعد بانتظارك..
إيجاد الكلمات البسيطة الصادقة هو نصف المعركة فقط.
أن تعيش حياة بسيطة وصادقة، أو صادقة فقط، هذا هو الموضوع كله، والمعركة كلها.
 
القطار يغادر 
القطار دومًا يغادر
وأنتِ لم تعثري على كلماتك بعد.

ربما عليك بالفعل ركوب قطار متجه لعمران ما في نفسك، وفي الطريق، وبعد التجربة والحركة يمكنك تغيير الوجهة إن لم يناسبك الأمر.

ربما حان الوقت. ربما الآن هو الوقت.
———————-
* استلهامًا من The Underground Railroad 
كتبت شيئا، ومع المراجعة وإعادة القراءة، نتج شيء آخر. 

ليست هناك تعليقات: