الثلاثاء، نوفمبر 21، 2023

ماذا يحرسُ الهاربُ من النوم؟

في الليلِ ..

أظل يَقِظَةً أحرس الأفكار

التي وصلتُ لها أخيرًا 

وبدت مُناسِبةً

ممكنةً لإصلاح ما أفسدتُ

 

يَقِظَةٌ أحرس القناعات الوليدة

التي تحتاج واحدًا وعشرون ليلة 

لتعتمد على نفسها

 

يَقِظَةٌ أغالبُ المخاوف

بأني سأنْسَى -كعادتي

كيف فعلتُ ما فعلتُ دون تفكير!

فأكرره، ويتكرر الندم..


يَقِظَةٌ أغالب العمر القصير 

على الاعتذارات لكل أخطاءي

والحمدَ لكل المِنَح


 

يَقِظَةٌ أغالب العمر الطويل

على المشقة 

والدروس المُكررة

التي لم أستوعبها بعدُ

-ولم أعرف السبب-


على الألم

الذي لا ينتهي 

يجيد الاختباء

والتظاهر كأن لم يكن

 ثم فجأة 

يُخرج لسانه لي

من ثقب جديد بالقلبِ

أو عضو معطوب جديد في جسمي

 

يَقِظَةٌ أغالب النوم 

حتى يغلبني أخيرًا 

فأقول

لعلني لا أحتاج مغالبةً في الغد


سأعتذر لأمي غدا

سأتصل بأبي غدا

سأطمئن على إخوتي غدا


سأنتبهُ لما آكل غدا

سأربتُ على نفسي غدا


وأحتضن زوجي وولدي غدًا 


وأذكر دروسي غدًا

وآخذ أنفاسًا من بطني غدًا


وأعتذر من الجميعِ غدًا

وأُقبّل الجميع غدًا


ولا عتب على المُودِّعِ

سأقبّلكم واحدًا واحدًا 

حتى أنت يا الجرح الأخير 

الذي انفتحت به كل الجروحِ


غدًا -إن وصلنا له-

سيكون يومًا طويلًا


أما اليوم والآن 

يهزمنا 

الموت الصغيرُ 

فننام 


وغدًا إن أمُت

أُنسَى النسيان الجميل


أُمحَى

وكل شيء خرج من قلبي

عبر لساني أو عيني أو ما أكتب


أُنسى 

كنجم مات

وسطَعَ كذكرى



أُنْسى كعدمٍ 

في عَدَم


ويذكرني وحدهُ

من بَرَأَنِي من العدم

من لا يحتاج مني شيئا

من لا ينتظر مني شيئا

من رآني فكنتُ

وأَحبَّني فَوُجِدْتُ


فيا للعزاء


وغدًا 

إن أصحو

 

فربما..

لم يَحِن نسياني بعدُ

ولم يَحِن تذكري بعد.

ليست هناك تعليقات: