الاثنين، يناير 22، 2024

ما تقوله الريح للوحيد في غرفته

 قلبي الفارغ من كل شيء

حتى من الحزن

يريدك الآن

 

الآن ونافذتك مفتوحة

الآن وأنا عاصفة


الآن وأنت تنظر في الفراغ

وترتب لسفرك المجهول

وتتابع من تتابع

وتفعل ما تفعل

وتطارد أسئلتك العالقة 

التي تظهر وتختفي

وتدعك سرحانا


ورغبتك المتجمعة فوق بعضها

التي تغطي الفراغات والجروح 

وتعد براحةٍ بعد متعة

وتعد بمُدهش جديد 

يكسر هذا الملل


أريدك الآن

كلك

لا وقت للتفسير

لا وقت كافٍ للحزن

لا وقت كافٍ للغضب

لا مفر من مهانات الحياةِ

إلا أن يسبقها الموت


لا تلحق مهانات الموت

إلا من بقي في الحياة



دع النافذة مفتوحة

سأهبُّ فجأة

بينما نحن أحياء

لم يسبقنا الموت بعد


أقبلك من عينيك المتعبتين هاتين

أقبل السواد حولهما 

لن تجد يديك وقتا لتمسك بي


وفمك هذا

من يقول أحبك يوما

ويقول لا أحبك اليوم التالي

أريده

سأعرف بنفسي ماذا يريد

 


ويداك أريدهما

سأفُكُّ قيدهما 

وأطلقهما حُرّين كالطيور

تحط حيث شاءت


سأضمك حتى تتألم حقا

سأضمك حتى تبكي وتُشفَى

أقبلك وأضمك

أُخرج الصرخة الغاضبة 

من قلبك

وهذا الحزن السام من دمك


وسيجد كل عضو فيك مكانه 


دع النافذة مفتوحة

ودعني أحمِلُكَ على بساطٍ، 

فتَطيرَ معي  

قبل أن ينتبه الخوف

ويبدأ في التهامنا


ليست هناك تعليقات: