أنا كإنسان عجين مُشَكَّل من الطين،ونفخة من الروح..
كلا المُكونين يحملان الجمال ،والقبح..الارتفاع،والانخفاض..
لا أحبذ أن أنسب أي تقصير..أو أي حيود عن الصواب إلى الطين وحده..وأي ارتفاع للروح وحدها..
لو أمكن فصل الأمور_على استحالة هذا الأمر_لتجريد الفكرة لا أكثر..فسأعتبر أن الطين هو القالب..،والروح هي المحرك..
....................
أعلم جيدًا أنني أملك الارادة،والاختيار كبنت لآدم وحواء..
لا أعتقد في أن حواء تملك النصيب الأكبر من الخطيئة..(لو تم اعتبار الأكل من الشجرة خطيئة)أعتقد أنه مزيج من القدر،والتصرف الملائم للطبيعة البشرية..حيث الفضول الطبيعي للمعرفة..
ورغم هذا لا يعني أنني أنفي الاختيار..فأنا أعتقد في أننا كائناتٌ مخيرة في المقام الأول..
...................
للطبيعة البشرية جبريتها أحيانًا
هذا النفسير المريح جدًا أحيانًا..خصوصًا مع لحظات الضعف..
بالطبع هو تفسير لا يخلو من الصحة..لكن الأصح ،والأشمل أيضًا..أن الطبيعة البشرية هي اجتماع للمتناقضات يقابل تناقض المكونين الرئيسيين..
..................
يوجد بين الفعل ورد الفعل مسافةٌ دومًا
هذه القاعدة هي أساس علوم تطوير الشخصية التي انتشرت مؤخرًا..وهي العلوم التي اهتمت بالتأمل في النجاح كمهوم وتجارب..واهتمت ايضًا بكيفية التغيير الايجابي..حيث النجاح مُكتسب وليس حظًّا ،أو صدفة.
...
تثير دومًا تفكيري هذه الجملة..وتوقفني يوم أبرر لنفسي مسلكًا..
وأظنها هي معنى كلمة (الحرية)،أو على الأقل هي المحك الرئيسي فيها..
................
أن تكون حرًا هل معناها أن تفعل كل ماتحب،أو ترغب
أم ان تتحرر من كل ماقد يبعدك عن انسانيتك..ويبقيك مجرد كائن حي لا تتعدى حياته الاستجابة لاحتياجاته التي يشترك فيها مع باقي الكائنات الحية..الطعام والشراب..المسكن..والجنس
بينما تتعدى احتياجات الانسان بالاضافة الى ماسبق :العدل..والحرية..والأمن
(طبعا تمتد لأكثر من هذا ،ولا اقصد الحصر بهذه الاحتياجات الثلاثة)
...
مسألة الحرية ليست مجردة كما أتحدث عنها.. فما دام الأمر إنسانيًا في المقام الأول،فالامور تتشابك بحيث يصعب جدًا فصلها..وإن تم الفصل فهذا يبين وجهًا واحدًا للأمر..
الدين(أو العقيدة الفكرية عمومًا)،والمجتمع..من أبرز ما يحدد،أو يقنن الحرية..
تفاعلك مع هذا التقنين يختلف..قد تساير طوعًا واقتناعًا،أو طلبًا لراحة البال،أو كرهًا..
قد تعارض،وتجاهر قولاً ،وسلوكًا،أو كليهما..وتتحمل بشجاعة ثمن هذا
وقد تنفصم..فتسلك سلوكًا ظاهرًا،ونقيضه باطنًا..،
بغض النظر عن مسألة الحكم بالصواب،والخطأ..فهذا يمس مسألة السلام الداخلي
.....................
السلام الداخلي لدي..يتعلق أكثر ما يتعلق بالصدق،والوضوح من جانب،وبالامان من جانب آخر
ترتيب القيم لدى كلٍّ منا يحدد بالطبع صبغته الشخصية..أن تحدد وتعرف هذا الترتيب،معناه أنك في الطريق الصحيح لفهم ذاتك..
أيهما تضع أولاً..السلام الداخلي،أم الحرية؟
إجابة هذا السؤال،مع تحديدك معنى الحرية مهمين جدًّا للفهم..وللاستقرار الداخلي ايضًا
...................
لا يحترم المجتمع من لا يحترمه
لذلك تتحدد حريتنا الشخصية بعدم ايذاء الآخرين..
اشعر بنسبية هذه المسألة..لكن عمومًا نظل نحاول الموازنة بين مايريحنا،ومايريح الاخرين..
قد توافقني ،أو تختلف معي،لكن الأهم أن تحترمني،كما أحترمك..
...
أرى أن الاحترام مبدأ ملازم للحرية..فليس تحت مسمى الحرية الشخصية يمكنني التعدى على أي شخص..أو تسفيهه،فكما املك حق الاختلاف معه،يملك هو نفس حقي..المهم أن نصل في النهاية لأرضية تمكننا من العيش سويًا،ولذلك توضع قوانين المجتمع..لحفظ الحقوق الفردية لكل شخص،على كل الاختلافات بين كل البشر..
.........................
لا أملك الحكم على الآخرين..
لأن حكمي سيظل مُقيدًا بنظرتي،وبفهمي الشخصي للأمور
حتى من وجهةٍ دينية ،فلكلٍّ فهمه..أضف أن الاحاطة بكل الظروف للآخر صعبة
وهكذا..أصل لنسبية كل المفاهيم(تقريبًا!)،ورغم هذا يحتاج الواحد منا الى المطلق بشكل ما،وإلا فما سبب اختراعنا لحيلة التعميم في اللغة..(كل الناس..كذا،واي حاجة..كذا..)ويشمل التعميم بالنفي أيضًا..
ربما لأنه مريح
وربما أكثر حرية أيضًا
:)
هناك تعليقان (2):
أنا الآن في سديم جميل بسبب التدوينة الناعمة العميقة
أحييكي جداً ... قلما نتحدث في الفكرة على إطلاقها دون أن نشغل أنفسنا بالتفاصيل الصغيرة الدخيلة عليها من دوران الحياة
جميلة
مش قلتلك
انا من دلوقتى مستنى التدوينة الجديدة
إرسال تعليق