طقطقة (شبشب)سوسن..وحفيف عباءتي..ونحن نهرول للحاق بأبي الذي سبقنا للمسجد..
الدنيا مازالت ظلامًا..
وصوت إمامٍ آخر بدأ في الركعة الأولى..
...
وصلنا على صوت الجماعة الناطق كفرد (آميـــــن)..ثم انساب الصوت الندي في آيات بينات..
نكملُ الصف الثالث..بعدي بإمرأة..توجد عجوز تجلس على كرسي..تلتفت ناحيتنا عند انضمامنا للصف..
تنتهي الركعتان ..فنسلمُ..وألمح في الصف الأول نفس وجهًا مألوفًا..فأبتسم..
كثيرًا ما تنبعث تلك الابتسامة ،دون حديث مع الالفة والحميمية الآمنة المنبعثة من المكان..
...
(لايشترط أن تتلاصق الأقدام..مادامت الأكتاف متلاصقةً..فشرطُ المحاذاةِ مستوفٍ)
....
هل تشعر بالقوة التي تحس بها عندما تكون مُحبًا في مجتمعٍ من المحبين..؟
هل تلمس نعومة تلك البسمةِ المشفوعة بهزة الرأس..و(تقبلَ الله),أو(حرمًا)؟
..أحتضن أختى الصغرى..وأخبرها أن نكررها..توافقني
...
طريقُ العودة..
طقطقاتُ العصي الأنيسة..
هرولات الشباب الصبوح..
والأمان بهواء اليوم الذي لم يتلوث بعد..
...
الرجل يكلم نفسه ..ويلوح بيديه يمينًا ويسارًا..
وكأنما يتجادل في موقف لم تتح له فرصة الحديث فيه..فيعيده..ليأخذ حقه..
آمنٌ على نفسهِ من تهمة الجنون..
مستكين بالانفاس البطيئة للفجر..ولوقع الأقدام المخدر..
نرفع رأسنا ناحيته..بلا سخرية..أو شبهة اتهام
(السلام عليكم)..
يبادئنا بها..ملوحًا بيده..وعلى فمه ابتسامة واسعة..
(وعليكم السلام..)
نردُ عليه..ونحن ننعطفُ ناحية المنزل..
...
عجوزان يتكآن على بعضهما..ويتبادلان الحكايا..
وصوتُ قفل الباب ..يفتحهُ أبي..
أسابق أختى على السُلّم..
وأجلس على الكرسي..أمام الجهاز..لأتابع آخر مايقدمه العالم من مصائب..
هناك تعليق واحد:
:) Gamela
إرسال تعليق