(1)
كَتَبَت :(لن أسامحك أبدًا؛أن حرمتني محاربة العالم ..لأجلك)..
بسرعة طوت الورقة،ووضعتها في ظرفٍ ،وحشرته بين الكتبِ..وراحت تداري حرجها،وتطفئ نار وجنتيها بماءِ الصنبور..كـأنها قالتها أمامه..
شاهدت فيلمًا سخيفًا من أفلام الرعب..ازدادت فعلتها سخافةً في نفسها،كرهت نفسها أن أخبرته بما تُكِن..ثم غول كبير حدّق فيها سائلاً:"ومن أدراكِ أنه وقَرَ بنفسهِ،ماوقرَ في نفسك؟"..
مازالت صامتة..هي مازالت صامتة..تدور.. تدور..
صاحت:(أوه!..يمكن إصلاح الأمر..)،وانطلقت باندفاعٍ تدفع أكداس كتبها،لتُخرِجَ الظرف..وتمزقَه حتى انتهت ..
فتَحَتْ النافذةَ..
وطيّرَتْهَا..
(2)
هي تفكر..
ستصارحهُ بالأمر..سيخبرها بأنه لن يستطيع ،لكل الظروف التي هي بها أعلم..ستسكته..وستنتظر..
هي مبتسمة..مازالت متربعةً على سريرها..تتمدد..تنظر للسقفِ بحنان..ثم تصعدُ النار وجنتيها ثانيةً،وتنهضُ ململمة لنفسها بحزمٍ..كجندي رأى ضابطًا..تضحك على نفسها..تطلق سبتين..وتستغرب مراهقتها المتأخرة..
هي تفكر..
هو سيسخر من أفكارها..سيتحسر على عقلها الذي ضاع..ربما سيتحسر على عِشْرَةِ الثقةِ التي كانت فيها كأنضجِ مايكون..
يجرحها هذا..تدمع عيناها..
تضحك بعنف..تصفح ظاهر الكف اليسرى بيمناها..
تطلق ثلاث سباتٍ..تتمدد ثانية..
تطلُّ للسقفِ بخواء..
تنصت لصوت موتور المياه الهادرِ بعمارتها،تنتظرُ صوتًا آخر..
تفتقد نباح الكلابِ التي لايحلو لها النقاش،إلا في مملكة العتمة..
(3)
يبلغُ ماءُ الروحِ حدَّ الحلقوم..
تخرج (ما الأخبار؟) بضحكة ،وانطلاقة ،كعادتهما..
تخرجُ (الحمدللهِ) بنفس الحركات المصاحبة..
مابعدَ ضحكتها..همم..
ما وراءَ ترقبِ نظرته..
تلوح بيدها..تلّوح يمنة..تلّوح يسرة..راسمةً شكلًا وهميًا ضخمًا منتفخًا..ينفجرُ..لا تستطيعُ الامساك بحرف..
تُرخِي كتفيها في يأس..تستأذن في الانصراف..
تتحول نظرتُهُ من الترقبِ ..ثم التقطيب..والتقطيب..ثم استسلامٌ لم يثق بفهمهِ بعد..
يأذن لها بالانصراف..
(4)
جيد ..قرَرَت..
ستحضر بكل النقودِ كتبًا يفضلها..قلمًا..ربما أي شئ خاص آخر..
ثم بعد أن يديرَ ظهرهُ تقفز فوقَ السورِ راحلةً..عندها سينساها بلطف..ويتذكرها بابتسامة..
تدمعُ عيناها..رَهَقًا
تعاتب ضعفها..وهي الكائنُ الذي أخذت عليه الأيامُ عهدًا أن يظلّ مسافرًا ،بلا محطةِ وطن..
أرادتهُ وطنًا..
أرادها وطنًا..
تُقَلّبُ المُعطياتُ الأمور..وتكشفُ سوءتها هازئةً..بعد أن أضحى الشكُ هو ناموس الصلةِ بين البشر..
تُراجع نفسها..(تُرى ومنذُ متى..لم يكن الناموس!)..تضيقُ بهُراءها..
تشد خصلاتِ شعرها بعنف..
تذهبُ للمطبخ..تصنعُ قهوةً ..تشربها أمام الكمبيوتر حيثُ تشاهدُ أغنيةً ما..تموتُ فيها البطلة في النهاية..ويبكي البطل..
_ربما لا يبكي..هممم..ربما ليست أغنيةً..ماعلينا_
(5)
أنتَ تحاولُ أن تبدو طبيعيًا،فتبالغُ في الطبيعي من رد فعلكَ ..فتفتعل..
هناك طريقة أخرى للافتعال أيضًا..فإن مابعد ليسَ كما قبل..فإن تصرّفتَ بأفعالِ ماقبل ..كنتَ مفتعلاً لما بعد..
_هيا..لا تسألني (ماقبل /بعد ماذا؟..أي تصرفات!..أوه..إنك أذكى من هذا)
نعم..نعم..كنت أخبرتك أنها نامت ليومينِ..لكني أخبركَ الآن أنها استيقظت لِتعطي للوحشِ برأسها فرصةَ النهشِ فيها..
بحزمٍ..توصلت أن الحل ببتر العضوِ الذي نبت بداخلها منذُ تعمق الأمر بينهما..
هي جمعت ماكتب..
هي أشعلت النار فيها..
هي راقبت النار تخلفُ الأبيضَ رمادًا..
هي اندهشت..اغتاظت ..غضبت لما برزت حروفه وسط الرماد..
هي زفرت بقوةٍ..
طارَ ..
ولم يسقط
!
هناك 10 تعليقات:
جميلة فعلاً و جديدة أنا عجبنى الجزء الرابع جداً
معاكي جدا في جزء البتر
اشعال النيران ومراقبتها تأكل ما أشعلت
رائعة فعلا!!
بتلقطي المشاعر الأنسانية بشكل معجز. احيكي بجد. وحرجع أحيكي تاني في سري كل مرة حقرا تاني وانا ناوية أبات هنا أصلي
خمس محاولات لقراءة الوجع دون ان أرتجف
ولم استطع
حاله روعة و لغتك الحائرة دى قدرت توصلهالى ببراعة
It's really nice blog, 2 thumbs up
!إوعي تبطلي كتابة
إسلوبك جميل و بسيط و ممتع بجد
يازهراتِ الوردِ..
:)
لكم جميعًا أجمل تحية..وبقدرٍِ مايعتمل،وتقديري..كان عجزي عن التعبير
وأسعدني أنها نالت قبولاً..
تحياتي..
والشاي:)..
إرسال تعليق