مامن فنان يكتفي بالفن وحده،بل يكون لديه شوق طبيعي إلى اعتراف الناس بفنّه ،وهذا الشوق لايمكن مقاومته .وأريد ان أعترف _بكل تواضع_بأنّ لديّ رغبة إنسانية تدعو إلى الرثاء ،وهي أنني أودّ فقط لو يعرف شخصٌ ما كم كنتُ ذكيًا !
أجاثا كريستي_عن رواية ثم لم يتبقَّ أحد
_____
كان المُتحدثُ قاتلاً..نفذَّ جريمتَهُ بفن حقيقي مريض..أتساءل لو أنني من كتبَ الرواية..فلابدَّ أنني من القوة بمكان ليكون كلّ هذا الخيالِ ملكي،وأكتفي به دونَ أن أضع شيئًا من هذا موضعَ التنفيذ..
أتذكر مسرحية قديمة أذاعتها (إذاعة البرنامج الثقافي أو الثاني) للأسف لا أذكر سوى محتواها..عندما كنتُ مولعةً بها في الصف الثالث الاعدادي،وسنين الثانوية..عن روائي شهير جدًا تنتظر الجماهيرُ جديدَهُ بشغف..كان يكتبُ رواياتٍ بوليسية..يتضح في المسرحيةِ شيئًا فشيئًا أنه قاتل حقيقي..وأن الرواية الجديدة ماهي إلا جريمة جديدة..
الأنكى أن الكلّ تقريبًا يعرف..رباتُ البيوت..والمربيات..السكرتيراتُ الشقراوات..الآنساتُ المتحفظات..ثم في الجو يسري تواطئ لصالح الروائي..لدرجة أن جمهور كتابته العنيفة أصبح مع الوقتِ يمدّه بالأفكار..بل بلغ درامية المسرحية مداها عندما تعرضُ بعض الحسناواتِ أنْ يكنَّ الضحية القادمة..
هذا يذكرني بفيلم جوني ديب المتميز (كلاهما متميز الصراحة الفيلم والممثل )،النافذة السرية
Secret window..
فيهِ يوضّح كيفية اختلاطِ شخصيتي الكاتب ببطله..الازدواج..والاندماج..همم..قد أشوه الأمر كثيرًا بالحكي بهذه الطريقة..
فقط أريدُ القول..أنه في كل مرة أقرأ فيها قصة بوليسية مُحكمة بشكل ما..يدفعني الفضول لمعرفةِ إن كنتُ يومًا سأستطيعُ الكتابةَ هكذا..
هل حينها سأكون ضعيفةً أُفرِّغُ ضعفي في ثنايا الشر الذي أوكلهُ لأبطالي حينها،أو حتى للشخصيات المضادةِ لأبطالي..؟
أم سأكونُ قويةً أرتبُ معرفتي السيئة أو المظلمة في أحداث،وبهذا لا تعود تخيفني في الليالي التي أبقى فيها وحيدة تمامًا عدا الخيالات والمعارفُ المظلمة التي تملكُ أنيابًا تنهش السلام حولي..
فكرةٌ أخرى..
*هل الرغبة الانسانية في أن يعرفَ شخصٌ ما في هذا العالم على الأقل..أنكَ/أنني ذكية/جميلة/موهوبة/متميزة/أو حتى موجودة صفة انسانية تدعو للرثاء حقًا؟
بصراحة..أحيانًا أضبطُ نفسي في هذا الموقفِ..أو أعي لهذا فأخجلُ منه..هذا رغمَ أنني لا أكابرُ في الاعترافِ بنقصي..بل الأمرَ يميلُ أحيانًا لأن أبادرَ بالاعترافِ بهِ بسخرية لأن هذا أخفُّ وقعًا عليّ من انتظار أن يبادر شخصٌ متطوع بالاعتراف به بطريقة قد تكسرُ شيئًا ما فيني
..
أتذكرُ أيضًا كلام (تامر عبدالحميد)_وهو موهوب حقيقي على أكثر من مستوى سواء الشعر أو المسرح_ في احدى الجلسات الثقافية ردًا على من كان يناقش سؤال لماذا نكتب؟..وذكرَ أن الكتابة نعمة من عند الله،وموهبة،وبلا بلا من هذا القبيل..
ردّ عليه من حديثه قائلاً: إنها زيادة تستلزمُ نقصًا ..ووضح له بمثال أنه لو توقف عن الكتابة زمنًا،وهو شئ يحدث لمن يكتب شعرًا أو قصة أو أدبًا عمومًا..فإن هذا الفتور قد يُقلقه بعكس الآخر الذي لا يجد الكتابة بهذه الأهمية..
لاحظ أنني هنا أتحدث عن الأديب الحقيقي..
قد تكونُ صفةُ الظهورِ أو البحث عن التميز احدى الصفات الفطريةِ في الإنسان السوي كما عدّها كذلك د/محمد قطب في كتابه (تأملات في النفس البشرية)..حينها يكون شعوري بالحرج،أو الخجل..شيئًا غير طبيعي..لكنه يحدث على أية حال
هل لهذا تكونُ الرسمياتُ مفيدةً جدًا بين من لم نعرفهم بعد؟
الآن أفكر أيضًا_في أن الملابس ضرورية لهذا_كفكرة مجردة
إننا أكثر رحابةً في تقبّل أنفسنا بعيوبها..لكن يظلُّ السؤال (هل سيقبلني هذا كما أتقبل نفسي؟) يطفو كسحابةٍ صخرية ،ويبتدعُ ألف اتيكيت،وألف قاعدة للانسان الراقي أو للتعامل أصلاً..
همم..أفكر الآن..أنني يجب أن أذاكر الكيمياء،وأكمل تصنعي للطرَش في مواجهة رنين الهاتف المزعج
.
.
الثلاثاء، مايو 02، 2006
اعتراف
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك 10 تعليقات:
لستِ وحدك
:)
مش بس الفنان محتاج حد يقوله انت فنان كويس ..البنى آدم نفسه بيحتاج حد يقوله من وقت للتانى انت بنى آدم كويس
أنا على طول برضوه السؤال ده بيجننى
هل فى مرحلة الواحد يقدر يوصلها فى الأدب أو الفن أو أى جانب من الأبداع بحيث إنه يقدر يستغنى عن أراء الناس فى الشىء اللى بيقدمه
وإنه ميبقاش مستنى مديح الناس فيه أو حتى رأيهم فيه سواء كان كويس أو سيىء
أكيد أي نعم البني آدم مننا بيحس أنه عايز حد يقوله أو مجرد يشعر بجد انه حد كويس..
لكن سؤال ماشي الطريق برضو بيراودني من وقت للتاني..
في لحظات صغيرة كده الواحد بيحس أنه مكتفي عن الناس ..بس بترجع تاني وتطلب الاعتراف..مش شرط الطلب ده يبقى نتيجته أفعال بعينها ممكن يفضل طلب نفسي/مجرد رغبة يعني..
بس عمومًا أفتكر إنه طالما بيحصل في أوقات انك تبقى مكتفي عن الناس..يبقى عادي ممكن جدًا توصل للمرحلة دي..بس يمكن السن عامل مؤثر
احم
طبيعي يعني ان الانسان محتاج من كل شويه كده دفعه معنويه ولو علي شكل كلمه بسيطه لكن فيها امل
لانه بني ادم مش ولامؤاخذه حجر
بس بيتهيالي ان الانسان لو وصل لمرحله انه مكتفي عن الناس دي بتبقي النهايه بالنسبه ليه
لان لو اصبح مكتفي مش هيشوف العالم الخارجي غير من وجهه نظره يعني كانه شايف من خلال ثقب ابره
ودا شيء مدمر للمبدع في رايي الشخصي
اممممممم ..
هناك حد أدنى للرضا عن النفس في عملية الكتابة هي الأهم في مسألة الاستمرارية - بعد التنفيذ الجاد والإصرار طبعـًا - وهي لا تأتي إلاّ من الآراء الايجابية من جمهور القرّاء أو الدفعات المعنوية التي - في فترة البدايات بشكل خاص - تكون في غاية الأهمية مهمـًا كانت صغيرة أو حتى كانت كلمة: "مشكوووووووووووووووور" .. حيث أن النقد الذاتي عن طريق المبـُدِع نفسه هي أشنع الوسائل التي تؤدي لتوقف الكثيرين عن وضع القلم على الورقة (أو الأصابع على الكيبورد).
عندما تصل مرحلة الرضا إلى حدِ مـُعيـَّن يكون التوقف في غاية الصعوبة، من الممكن أن يعاني المـُبدِع حالات اكتئاب أو عدم رضا وقتية (قفلة كتابة بالعامية)، لكن مع بعض استرجاع الآراء الايجابية وربما دفعة معنوية أخرى من صديق أو حتى قارئ عشوائي عن طريق الصدفة يكون الاستمرار حتميـًا ..
وهذا لا يعني الاستمرار في النشر بالضرورة، حيث أن اشكاليـّات النشر تختلف كـُليـّـًا عن اشكالياتها بالنسبة للكتابة - الكلام عن أي نوع من النشر العلني، لا يشترط الورقي منه حيث يـُعتبر الالكتروني (منتديات\ مدوّنات\ الخ ..) نشرًا علنيـًا مادامت الوسيلة تفاعليـّة بأي شكل ..
وعن الكتابة ذاتها فسؤال: "لماذا نكتب" يختلف جذريـًا من شخص لآخر .. لكنه في كل الحالات نوع من التفريغ النفسي، قيئ موسميّ نمارسه بكامل إرادتنا .. أو ربما هي وسيلة للهروب من الواقع الذي لا نستطيع تحمـّله لنلجأ لصنع واقع بديل كما نحلم به .. قد يقودنا هذا للكتابة عن اليوتوبيا أو نقيضها، في المـُطلق بالطبع، فلا أحد يحمل اليوتوبيا داخله، ليكون الناتج حالة تناسب ظروفنا ومعقتداتنا وخلفياتنا وعوامل أخرى كثيرة .. مع استمرارية الكتابة وأخذ الآراء وبعض الاحترافية في التكنيك والتفرُّد في الأسلوب وتوفيق الله سبحانه وتعالى في القبول، يتحوّل الكاتب إلى خانة الأديب.
ملاحظة: الفذلكة بالأعلى تعبر عن رأيي في الأمر .. وليست محاولة لعمل دراسة مقارنة حول الفارق ما بين ذبابة الفاكهة وميدان التحرير
Ô Mist..:)
الحطيئة يقول :
فالشعر صعب وطويل سلمه
إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه
زلت به إلى الحضيض قدمه
يريد أن يعربه فيعجمه
و كذلك الكتابة؛ فهي عمل مُقَدّس ، لا يتحمّل الهُواة بأيّة حال..فالهاوي سرعان ما ينفذ ما بجعبته ..لذا الموضوع مُرهِق لتوليد عمل إبداعي متميز و يحمل بصمة كاتبه يحتاج لأكروبات و الكثير من إعمال العقل و الخيال و إلا كان كل من يحمل برأسه موسوعة كاتبا قديراً على الساحة..
دُمتِ بخير يا قمر
من أمام فنار الإسكندرية القديم
.رون
في رأي ان هذا الموضوع قد يبدأ من باب حب الظهور وهوي النفس.......ولكنه مع الوقت يتحول من مجرد هواية الظهور والتميز الي رسالة.......من تيمة انا موجود اهو شايفني؟؟ الي تيمة انا عندي افكار وكلمات ورسالة واموووت ووصلها
تحياتي سارة
:-)
معلش يا سديم سؤال بره الموضوع هو تامر عبد الحمدي ده نوماس بتاع الزقازيق ..
لو تعرفيه سلميلى عليه وقوليله نساء التنظير وصلاح والى والكلمات المتقاطعة
كنتُ قد رددتُ أمس وضاع الرد رغم أنه يبدو كعريضة لا كرد..
____
شيماء ..كنت عايزة أقولك إن كلامك عن الأديب اللي هيبقى مكتفي بنفسه عن الناس مهم..
____
تامر
الرد كان طويل جدًا خالص..
كنت بأقول إن الكتابة الأدبية مش شرط تبقى تنفيس أو تفريغ نفسي
ممكن يبقى خلق عوالم أخرى زي ماانت قلت..أو لعب من نوع ما برضو..
وكنت بأشرح بالتفصيل ازاي كنت بأفكر في التدوينة دي..لأنها كنتاج نهائي ماخرجت زي كاكنت متصورة..
عمومًا في ميزة في (سديم)..كونها صفحة بأحاول أتحرر فيها من أي قالب أصلاً..فكل التدوينات عدا الأولى لم تُكتب بتخطيط مسبق ولا بترتيب أفكار
حتى اللي بتتحسب شعر..
كلها من نوعية أفتح الصفحة..وأبدأ اللعب أو النقر على لوحة المفاتيح كيفما تيسر..
______
رينيه~وطلّ الورد علينا..
"و كذلك الكتابة؛ فهي عمل مُقَدّس ، لا يتحمّل الهُواة بأيّة حال..فالهاوي سرعان ما ينفذ ما بجعبته ..لذا الموضوع مُرهِق لتوليد عمل إبداعي متميز و يحمل بصمة كاتبه يحتاج لأكروبات و الكثير من إعمال العقل و الخيال و إلا كان كل من يحمل برأسه موسوعة كاتبا قديراً على الساحة.."
هذا يلمس لُبّ الموضوع..
________
أيمن الجندي
من رأيي ماينفعش هوى النفس يتحول بقدرة قادر أو مع الوقت لرسالة..فيه فرق بين أن تكتب كنوع من حب الظهور وهوى النفس وأن تكتب لأجل رسالة..وأن تكتب لأنك عايز تكتب وبس ..نوع من التعبير ممكن مايكونش يدل على حاجة أساسًا
__________
زرياب
تقريبًا كده هو..
بإذن الله يوصل.
إرسال تعليق