الأحد، سبتمبر 17، 2006

نَسِيَ ما اقترفت يداهُ،فمضى متخففًا

يوجد خيط ما يربط الأحداث التي تصنع منك كائنًا واعيًا في اليوم..
ربماكان هذا الخيط ،هو وعيك بالأشياء..وتصنيفك لها مابين مهم وأقل أهمية..فتُرتَب المعطيات ،لتستخدمها لصالحك فيما اردت،أو لاتستخدمها،وقت الفراغ واللاجدوى،وعدم الإحساس بوجوب فعل ما..
أعتقد أنني أصبحتُ أفقد هذا الخيط..على مراحل خلال اليوم الواحد والساعة الواحدة..
أبدأ في فعل يجب أن أفعله..لأتذكرًا شيئًا آخر يجب إنجازه فأترك مافي يدي،وأبدأ في الشئ الآخر..لأتذكر شيئًا آخر غير الثاني ،لأترك مابيدي،وأبدأ فيه..وهكذا..
أثناء استغراقي في عمل ما لايكون الإحساس بالوقتِ ذي معنى،وتوّ تذكري لشئ آخر في قائمة مايجب إنجازه ،مايجعلني أترك مابيدي لأبدا في شئ جديد..هو الإحساس بالوقت/النظر لعقارب الساعة التي أجدها التهمت نصف ساعة فساعة فأربع ساعات ..فيتسارع تنفسي،وأبدأ بحماس..ثم يحدث أن اسقط في مساحة بلا طعم أو رائحة او لون ملموس..
المساحة التي نسميها :التوهان أو السَرَحان..
أفكار تطفو وأفكار تغوص..ويد تخرج شيئًا وموقفًا وشعورًا قد يستدعيه أي شئ..
قد يستدعي تطبيقي لقميص قديم ساعة ما قديمة مع أحد ما..أو مع نفسي..قد أرفع ورقة لأفكر فيما وجدت فيها ..أو لا أفكر وأقطعها بحزم وحماس..ليذكرني تمزيقي للورقة بشئ آخر مزقته..وهكذا..كل تفصيلة تلتقطها العين تجرّ خيطًا ينسّل ثوبًا ما..أو نسيجًا..
كأن برأسي عدد لانهائيٌ من العقود المتشابكة..وكل تفصيلة كأنها مقص دقيق يقطع عقدًا واحدًا أو أكثر..فتنفرط حباتُ العقد أو العقود لتختلط ببعضها..ليكون الناتج..رائحة على موقف على صوت على فكرة على جملة قالها فلان وضحكة فلانة..وتأنيب وتوبيخ وأمل ..ورؤية جديدة لحقائقي..أرى للحظة لا أستطيع قياسها أنها هي الحقيقة التي لم أكن أراها..وإحباط لطريق أقفلته..ونوايا وحكايا..وبلااااااوي
!
لما لا تقف الأشياء صفًا أو دائرة أو خطًا متعرجًا ..
المعطياتُ برأسي تتخذ أشكالٍ عشوائية..أتوه منها أنا ذاتي..ولأن الصور أسرع لدي من الكلمات..فأنا أختصر في حديثي فيبدو غير مفهومًا ،حيث أعطي حدود الصورة واعتمد على ذكاء من أمامي ليكمل..أو أسهب إسهابًا غير مطلوب..بذكر تفاصيل والمزيد من التفاصيل..
المفترض أن العقل الواعي ينظم المسائل بحيث يضع أمامك مايجب أن تستخدمه ،لكن مايجعله يعمل بشكل جيد أن تكون محددًا ،تعرف ماتريد فعله تمامًا..لا تمنح كل شئ عدة طرق وعدة احتمالات حتى يصنع الكم الهائل من الاحتمالات التي منحتها لكل شئ فخًا محكمًا..يجعلك مجرد حبة بطاطس تعبانة..أو بتاع في مصيدة
ما أريد قوله..أنني أتمنى فعلاً أن أتعلم التركيز،حتى لا أخلط في كل شئ كما افعل الآن فأناديك باسم أخيك..وأحضر كوب الشاي لمن طلب عصير الفراولة وكوب الماء لمن لم يطلب شيئًا..
لأن هذا التوهان وسط الأفكار التي أغلبها أفكار ممتازة،لم تصنع لي واقعًا ممتازًا..
وهذا النسيان الذي أصبحتُ معروفةً به..لايعني أنني فاقدة لذاكرة الأشياء والمواقف..بل أنا متخمة حتى الانفجار منها..
فقط أنا (بتاع تكعبل في مصيدة)،ولا أستطيع إيجاد الأشياء وقت الحاجة إليها..أو التقاطها في الوقت المناسب
،هذا يجعل الأمر غريبًا
فلا أنا أنسى بالضبط..ولا أنا أتخفف بالضبط
!

هناك تعليق واحد:

surrealism يقول...

بعض الأحيان تتشابك الأفكار وتتداخل لدرجة يصبح بعدها فصل فكرة عن اخرى مهمة مستحيلة ..تمتعي بهذا التشابه والتشابك وكوني سريالة الى اقصى مدى
...ضعي ما تشعرين به على الورق دعينا نطفو مع الأفكار التي تغوص وتطفو