الخميس، نوفمبر 15، 2007

رؤية

بينما أنت يا "نضال" تقرأ في كتاب عن الجهاد في سبيل الله ،متمددًا على السرير ،يُظلك السقف ،رأيتَ نفسك فوق مستوى الكتاب وتحت مستوى السقف،متمددًا على سرير يظله السقف الأبيض وبجوارك كتاب عن الجهاد في سبيل الله،ميتًا.

كانت الشمس التي سيطرت على الدنيا قد غيرت من لون الأشياء في الغرفة ،وأبوك الذي يمرُّ بباب الغرفة الذي أنتَ فيها ميتًا على السرير الذي يظله البياض ،تسقط يدك على كتابٍ عنوانه "الجهاد في سبيل الله".

وبينما أختُك محمرةَ العينين من نوم معجون بالكوابيس تمشي في الممر الطويل لتدخل الغرفةَ التي تفضح النهار ،تركَ هامدًا على فراشكَ،تتدلى ترهلات الجسد الذي أحرقه احتراق الأسئلة بينما يدكَ التي حطّتْ على كتاب الجهاد،باردةً، فصرخَتْ.

وبينما الصرخة تتخبط في حيطان الغرفة ترتد في السقف العالي الذي فوق الأرض التي غصتَ فيها لما كان في يدك كتاب الجهاد الذي سقطت يدك عليه لما مِتَّ
وبينما االصرخةتتخبط في حيطان الغرفة تنعكس في الظلمة التي سقطت حينها على سريركَ بينما تشاهد نفسك
ميتًا،فتتجمع أشعة الشمس تفضح الخفايا قنبلةَ ضياءٍ ،تنفجر في الرؤية فتختفي ،تنفجر في أذنكَ فتسمع نداءً _أنْ عُـدْ يا نضال_،تنفجر في عينيك فتنفتحا في وجه بياض السقف ،بينما يدك تتحسس الكتاب.

هناك 8 تعليقات:

اسامة يس يقول...

وانى له ان يعود نضال .. بعدما اختار ذاك النضال ...
بين ثقافة الموت في سبيل الله والحياة في سبيل الله ...
لكن هذا بفرض ان الموت في سبيل كان في موضعه .. ان ما يحدث تستطيح للعقول وتغييب لها ...

قصتك اكثر من رائعة ,بها فكر ورؤية نسجت ببراعة ...
بين الموت الفكري والموت الحقيقي .. بين الاحتراق لكن مع ذلك فكر نضال كان اعلى لكن افقه كان ضيقاً فما استطاع ان يخرج ولذلك مات الفكر والجسد...

دمت بكل ود..
خالص تحياتي

Feras othman يقول...

nice post full of scenes and emotions



greetings

Mist يقول...

د/أسامة العزيز

لمست ماوراء المكتوب بمنتهى البساطة..أتمنى أن تنال مكتوباتي اعجاب وتفكير كثيرين قريبا من هذا القدر

أشعرني تعليقك بكثير من الأمل الذي أفتقده.

دمت بكل خير.
_

فراس عثمان

نورت :)

Rain_Drops يقول...

تدوينة جميلة جدا و مدونة أجمل

جوستيـن يقول...

فكرتيني بحاجه مهمه جدا
:)

Pianist يقول...

مازلتي كما أنتي
:)

ساعد نسرين الايمن يقول...

انا كمان زيك

محمود عزت يقول...

الله !