الخميس، أبريل 22، 2010

محنة الغراب المثقف


لما كبر الغرابُ قليلاً..وأخذ يتجول بعيدًا عن أهله..بدأ يلاحظُ أن صوتَ البلبلِ أحلى منه،وريش الببغاء أجمل منه، وعين الصقر أحدّ منه..وأن حياةَ الحمامِ فيها الكثير من المرح.
وجدَ في الحقيقة قائمةً طويلة،مما يجب أن يتغير في شكله القبيح وماضيه المُخجل،ولما ناقش صديقه نقار الخشب،الذي قال له بفراغ صبر-بعد أن استمع- :ياغراب  البين،انتبه لكلامك ،أنت تريد أن تقول أن  أبوك قبيح،وأمك قبيحة..وفصيلتك كلها تستحق الحرق..هه؟هه؟..ثم أخذ ينقر وينقر..

فكر الغراب،وفكر..المسكين لم يأتِ في باله سوى لحظات سعيدة مع عائلته القبيحة..ولكن كما يقول الحكيم هدهود : مالسعادة إلا وهم،فتخلَّ عن الوهم لتتحرر.
 كان الغرابُ معتزًا بنفسه ،كان غرابًا حرًا..لايتنازل عن الاشتراك في الانتخابات،والتظاهر لأجل سوء معاملة العصافير الملونة.

المهم..أن غرابنا الآن يمر بأزمة نفسية حقيقية..فلقد فوجئ بغراب صديق متحرر هو الآخر،بعد أن أجرى عددًا من عمليات التجميل،ليصغر قليلاً من حجم منقاره، ويطيل قليلاً من ذيله مع إمكانية فرده كالطاووس..لكن بألوان تتناسب مع الصبغة الجديدة لريش جسمه..كان شكله لايوصف..فظيع ٌ فظيع..كيف -بربك يجد المرءُ كلماتٍ تصفُ شيئًا كهذا-

الآن غرابنا يفكر ويفكر..مالذي يمكن أن يفعله ،وكيف يختار جيدًا  المنقار المناسب..واللون المناسب للذيل الجديد..وبالطبع سيفكر في حلقة صغيرة لامعة  يعلقها في أنفه..كشئ مبتكر لم تسبقه الغربان إليه من قبل.

المشكلة الآن أن جناحيهِ ضَمرا ،وهو مُصرٌ أن يكون شاهينًا هذه المرة (أخبرته عمته- قديمًا- أن له عين شاهين)..لكنه مشغول بكتابة قصة حياته الآن..أرجوكم يا رحماء القلوب،لو أن كل منا أعطى دقيقةً مخلصةً  لأخيه في الأرض..لانصلحَ حالها..

فكروا جيدًا ،دقيقة واحدة..فقط
وتصبحون على خير.

هناك 8 تعليقات:

Nour يقول...

هذا أبعد ما يكون عن العبث
:)
صباحك جميل يا ذات العقل الجميل :)

محمود سعيد يقول...

هذا الهدهد الحكيم .. ما هو بحكيم

فلو صدق لقال للغراب أن السعادة فى الرضا وأنها ليست وهماً .. صحيح أن هذا هو مآل ما قاله .. غير أن في قوله تجن على السعادة

ومشكلة هذا الغراب .. أو هذا المثال :)
أن مشكلة الغراب هي فى شكله .. وهو أمر لم يختره ولا يملك تغييره لا يملك إلا الرضا به ليسعد

لكن الغراب ولو كان غراباً .. يستطيع أن يتدرب على تحسين صوته ربما ليغني .. وإن لم يستطع فإن ما يستطيعه هو أن يتوقف عن النعيق

يستطيع أن يتحلي برقة الحمام وبوداعة العصافير الملونة ويبقي غراباً معتزاً بشكله وأصله

غرابنا هذا مخطىء إذ يظن أن مشكلته وحلها يكمن فى مظهره وتغييره .....




أو ربما هذا المثال ليس مناسباً لما تحاولين قوله

محمد صبرى يقول...

و هنا يتضح أن أنظمة الفصل , و جمع الفصائل الدنيا في كانتونات منعزلة لا تخلو من فائدة

ربما ما كان يجدر بهذا الغراب أن ينتسب إلى جامعات يرتادها العقاب و العصافير الملونة ...

*وزارة التعليم العالي تعمل الآن على إصلاح هذا الخطأ, غالبا لk يتعرض أولاد و حفدة هذا الغراب لمعاناة من هذا النوع

غير معرف يقول...

هذا الغراب يريد أن يثق بنفسه أكثر من ذلك (اقترح عليك أيه الغراب أن تهتم بالتنمية البشرية قليلا)

سلمى عبد الناصر

محمد صبرى يقول...

يعنى شوية تنمية بشرية و يبقى كويس؟ ,طب اى حد يجيبلنا عنوانه , و انا ابعتله كل محاضرات إبراهيم الفقي , يا عالم يمكن بعدها يبقى طموحه اكتر من شاهين محلق , مش بعيد يبقى انسان واثق :)

Green يقول...

انا _ قلبي _ وجعني !

قوي !!

77Math. يقول...

:)

Mist يقول...

السلام عليكم جميعًا:
نور :)
صباحك وأيامك أجمل -إن شاء الله-
العبث فيه مافيه من الجد كما تعلمين.
-
محمود سعيد:
لقد وصلت لما أريد أن أقول.
كلامك كان المراد من هذه اللعبة أو الحكاية.
-
محمد صبري:

الكانتونات المنعزلة تمامًا غير عملية.وغير ممكنة إلا في حالات خاصة لأجل آثار معينة مرغوبة ..فترات الحضانة،العزل الإجباري لمرض أو ماشابه،الجيتوهات..الخ الخ.

في حين أن تقبل الشخص لكل الآراء،دون حدود فاصلة يحددها،قد يعني أنه بالفعل لاشخصية محددة لديه..وهذا ماوقع فيه الغراب.
-
سلمى :
لا يعني الكثير من العلم،الكثير من الحكمة.
مافائدة علم غزير وتطبيق قليل..وخصوصًا ياستي في التنمية البشرية..ولا ايه :)؟
-
الخضراء المشرقة:
سلامة قلبك..عزيزتي :)
تعرفين،أنتِ تشاركينني الكثير من التفكير..كتوءم سري.
-
إيمي :
:) أهلاً أهلاً.