الأحد، نوفمبر 21، 2010

اسقِ العِطاش

*
متى وَصلاً يُبريءُ الظمأََ؟
*
وُلدَ هذا السؤالُ، وكما كل ولادةٍ ابتدأت بحمل وانتهت بمخاض انتهى بجنين.
وكما الأجنة يبكون وجودهم خارج الأرحام..إلا أنهم لايُطيلون.
وليس كأي جنين أطال هذا السؤال المولودُ البكاء. فأرقني، وأزعج البنت فتغضّن جبينها.
*
متى-وصلاً-يُبرئُ-الظمأَ؟
*
أمسكت البنتُ بالوليد، فاستكان للحنو الذي به تهدهده.ونَهنَهَ الدمع.
ولكني ظللتُ أسمعُه في أذنيّ. مُلحًا، رتيبًا، لايكفّ عن التصاعد والتهاوي.
*
متى/وصلاً/يُبريءُ/ الظمأ/؟
*
هذا سؤالٌ وليد ساعته..
هذا مركب تكسر على أجوبة المتعجلين، وصخر من يظنون أنهم يفهمون..
هذا خيال الظل لوجود لم يشأ له وجود بعد.
*
*

فردتُ علامة الاستفهام طريقًا.خطًا طويلاً ونقطة.. تتقافز النقطة على الخط ..تلاعبه..تطير فوقه، ثم لمّا لم يتوقف الطفل عن الأسئلة، استجاب الخط الطويل لملاعبة النقطة، ومال حتى استقام رأسيًا، فاستقرت النقطة تحته وجهًا مندهشًا مرفوع الحاجبين مفتوح الفم يردد برتابة درويش: متى وصلاً يبريءُ الظمأَ !متى وصلاً يبريءُ الظمأَ !متى وصلاً يبريءُ الظمأَ !
*!*

ليست هناك تعليقات: