نعم..لقد كبرنا ياابنتي في هذا العالم الملوث..
هناك وسط هذه الفوضى عليكِ أن تخرجي بالقيم النظيفة التي تعلمتيها..كالملابس الجديدة الملبوسة لأول مرة ..نعم عليّ أن أخبركِ أن تعودي بها نظيفة..وعليكِ أن تجاهدي لئلا تتسخ..
ستظل عيناكِ متسمرةً على الطريق لا تحيد..إن أردتِ ألا تتعثري..
لا وقت لرؤية السماء الجميلة وهي تقيم فقرات من احتفال وزينة..لا وقت للكلام مع الشجر والحجر والكائنات الكُثر والوجوه الآتية والغادية..
وبقدر حيادك عن نصيحتي سترين..
وبقدر ما سترين، ستخاطرين باتساخ الثياب..وسقوط القيم..لأن الوحل طال كثيرًا جدًا من الأماكن الآمنة..حتى صار وجودها نادرًا..
وقد أعترفُ ياابنتي أنني كنتُ أنوي خيرًا بعزلك وسط حكايات هانئة وقيم مثالية، فقد كنتُ أحميكِ من هذا العالم المتسخ..
نعم..تستطيعين اتهامي بخداعك عندما ترين النقيض تمامًا مما تعرفين..حتى لكأن ماتعرفينه لا يتعد معلومات عفا عليها الزمن. لكني كنت خائفة عليك..ومن العالم ، لذا كنت أهرب معك فيه حتى نسيتُ شكل الشوارع.
وقد تكون أمي فعلت ذلك بي كما فعلت معها أمها..وكما ستكبرين وقد تفعلين مع ابنتك..إلا أن تختاري أن تكسري هذه الدائرة بطريقة مختلفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق