الثلاثاء، سبتمبر 27، 2011

(1)
ذكرى الأفيال التي لا تنسى

وهكذا تطّاير أيامي شعَاعًا
حولــي
بينما أدبُّ على الأرض كاتـمًا
خطـوي
ذاكـرًا إنْ دهمتني السنين
العجـافُ
ناولتني الذاكرةُ موطنًا للماءِ
كنتُ قد ارتدتهُ
-مُذ عشرين عامًا-
مع الصَحــبِ.


(2)
غيرتُ من وجه سديم، واخترتُ السواد الذي يبتلعُ الألوان كلها؛ علّه يغريني أكثر نحو الثرثرة، وما فادَ ذلك.
وضعتُ وجه الفيل خلفيةً، لارتباطهِ في ذهني بالذاكرة، بالحكايات، بالثقل المادي، والروح اللطيفة. وما أضاف ذلك من جديد.
الحكاياتُ لا تستدرجها الطقوس. الحكايات بنتُ نفسها، هي من تستدرجُ الطقوسَ والأجواء التي كانت يومًا.

أريدُ الحكي لأكتشف في التفاصيل عن ملمحٍ لوجهي لم أره، لأعرف عن نفسي وماهيتي شيئًا لم أعرفه. أريد الحكي للونس أحيانًا، لكني أريدُ الحكي الآن أكثر لمجرد تفكيك هذا الملل من فكرة الحكي أصلًا..الملل الذي مبعثه أنه لا جدوى من كل هذا، وأنه لا جدوى من أي شيء. أريدُ اكتشاف الجدوى من الجدوى أصلًا..أصل الأشياء، المعاني التي وراء الجوامد، وراء التصرفات، وراء الحركة والسعي.
أريد أن أفكك شعوري السقيم أني من يضفي على الأشياء معانيها، بينما هي بلا معنى.

(3)
يقول عمي بورخيس: "الماضي هو المادة التي صُنع منها الزمن؛ ولهذا يستحيل الزمن إلى ماضٍ في الحال."
الفكرة واضحة تمامًا في ذهني، حتى لو من منطق متجاوِز للبشري، لكنها فكرة تجعلني أشعر باللهاث، بتوتر أحيانًا..فكرة أنني ملتصقة كلطخة على سطح عجلة ولابُد أن أُدْهَس بانتظام متزامن مع احتكاك العجلة بالأرض..أو بتعبير ألطف كأحد جيوب الساقية سأظل بين امتلاء وفراغ مادامت الساقية تدور.

هناك تعليق واحد:

admin يقول...

جميل جدااا
http://www.alsadiqa.com