الأحد، مايو 21، 2023

12

 شهر ونصف الشهر وأتم الثامنة والثلاثين، ولي عامين في صدمة أني كبرت أكثر من اللازم، وأن عمري طال على هذه الأرض. وأني تعبت فعلًا.

وظننت أني سأكتب تجاربي في 36 تدوينة. ثم ماذا حدث؟ حدثت الحياة. حضرت الحادث المروع الذي مات فيه أصدقاء لنا، وتبعات هذه الفجيعة لمدة عام ونصف مثلا.

ثم  التدهور الاقتصادي، والترويع الأمني الباقي الحادث في صمت لكل من له مظهر متدين، و"شبهة" تورط في أحداث العقد الماضي، ومن ثمّ يصير انتهاك بيتك وجسدك بالضرب والصعق عاديًا وخاصًّا لا ينبغي الحديث عنه، لئلا نجرح المسامع، ونلوث المَشَاهد. وهنا عزيزي عابر السبيل يصير التفكير في تغييرأوتخفيف المظاهر الدينية كأنه تخلي عن مجتمعك الصغير في وقت حاجة. وتصير مشاكلك الخاصة ترفًا لا ينبغي أن تضيع وقتك في حلها. كل وقتك منذورٌ لتفادى الانهيار، مع قلق مستمرأن تعود لبلدك الذي يرفضك ويكرهك ويراك صفرًا على اليسار-ما لم تملك مالًا كثيرًا، أو معارف ذوي سلطة، أو مظهرًا معينًا محفوظًا لـ"ولاد الناس" وما عداهم فأولاد كلاب الشوارع الضالة. إن مت فلا دية لك، ولا طير سيعود ممتلئًا بجثتك العفنة. 

ماذا يفعل المرء إن دُفع للنفي؟ 

ماذا يفعل المرء منا إن كان على مفترق طرق ولا يدري أي سبيل يسلك؟

 --

أحتاج تقوية إيماني بالله العظيم، واستعادة طمأنينتي أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وأنه الرحيم جعل هذه الدنيا عابرة، وأنه لا فرحة غامرة أو فجيعة ساحقة إلا وستمر، وأن الأوقات الرتيبة ستفصل بين كل فرح وفجيعة حتى تموتَ أخيرًا.

--

وسط كل هذا أُشغَل بما ليس لي. ويتعلق قلبي بما ليس له.
نسيت تعهد قلبي بالعناية، فمرض، وأمرضني.

قد يكون تعلقي هذا تلهيًا لذيذًا عما أكتم، أو صعقة في قلبي لأعود فأهتم بما ينبغي الاهتمام به. نداء بأنه وإن نال التعب منك كل نَيّل فعليك أن تنهض، وتشد على قلبك، وتستعين بالله وتعيد ترتيب حياتك.

هذا طريق طويلة، والله المستعان والهادي والسلام.

 


ليست هناك تعليقات: