الثلاثاء، سبتمبر 05، 2023

29

عزيزي نور

 

ما أبعدَ الصمتَ عن البحر، وما أطول الليل لمن ينتظر النهار.

لا سلوى للغارق في الظلمة إلا ناموس الحياة بأن كلٌّ يمر. لا يبصر أعمى القلب شيئًا، ولا يمكن للخائف أن يتزود من النهر ما يكفيه عطش الطريق. 

ذكرّني: هل يُعمي هذا الحبُّ القلب فلا يبصر، أم يضيء له الطريق فيبصر؟ 

يُضيق الحزنَ العالمَ داخلك فيصبح مثل كرية من الرصاص تقبع في منتصف صدرك بالضبط، يغص كيانك كله، ويثقل خطوتك. 

 

ما أطول السهاد على من لا يستطيع الكلام. يموج البحر داخله ولا يسمع من الموج إلا اسم من غاب. 

هل يتعزى بالدجى فعلًا يا نور- مَن ضل مُناه، وضل الطريق؟ هل له من تُكأة يتوكأ عليها ويهش بها الهم والغم؟ 


ما أضيق آمال الضال يا نور..أضيق من ثقب إبرة!

يأملُ الضال كل ليلة أن يصل المحبوب ولو في المنامِ، يضمه طويلًا طويلًا، ربما تعود له روحه. وكل صبح يوجعه الفراغ، ولا يرى كل آمال اليوم الجديد. 

قل لمن ضل الطريق يا نور أن الطرق كثيرة، وأن الله واسع حكيم، وفي العالم سَعَة، فلا يضيقنَّ على قلبه واسعًا.

قل له لا بأس. قل له أدِر بصرك في أنحاء قلبك، وحيثما تولي فثمّ وجه الله اللطيف الجبّار. فاصبر وصابر، وتذكر واذكر، واطمئن.

ليست هناك تعليقات: