الثلاثاء، أكتوبر 31، 2023

أسمعتَ لو ناديتَ حيًّا*

 آهٍ يا جباليا!

 يا المجزرةِ

 تلو المجزرة

قتلى فوق الأرض 

وتحت الأرض


قتلى دون رؤوس 

قتلى دون أسماء

قتلى فوق الركام

ينادون

قتلى تحت الركام

يصرخون:

هل أحدٌ حي؟ 

هل أحدٌ حي؟


لا يجيب الدمُ المسكوب نهرًا

ولا الرمادُ يجرفُ المدينة

ولا الأشلاء تحت الأشلاء

 

نحن خلف الشاشات 

نشاهد النار على مرمى البصر

تأكل الرجال والنساء والأطفال

ونصيحُ: أخمدوا النيران! 

أنقذوهم يا أسياد العالم! 

نصيح ونبكي ونصيح

بأجسادنا المبتورة الأيدي والأقدام

نُعجب بصور القتلى والثكالى

وننشر الصياح ليسمعه الأسياد

 

أسياد العالم صُمٌّ

أسياد العالم بُكم

أسياد العالم عميان!


نحن خلف الأسوار

 لا نُسمع الموتى

ولا ندفن الموتى

ولا نواسي أحدًا

وننتظر…

 أن يَحيى قلبٌ قوي واحد 

ليوقف المجزرة 

أو لا يجد الوحش من يأكله

أو تصل إلينا النيران

أو نستيقظ في فزعٍ أخير

(هل بقي حي؟؟)


ولا يجيبنا قصفٌ

ولا صمتٌ..

بل (أنا حي)!

وسلام




-—

* مقتبس من الأبيات:

لقَد أسمَعتَ لَو نادَيتَ حَيًّا    ‏ولكن لا حَياةَ لِمَن تُنادي

‏فَلَو نارًا نَفَختَ بِها أضاءَت   ولكن كُنتَ تَنفُخُ في الرَّمادِ

ومُختلف في من قالها بين بشار بن برد، وربيعة بن معد بن يكرب وغيرهم.

ليست هناك تعليقات: