الخميس، ديسمبر 28، 2023

أَمتنُّ لربيع الحياة القصير

أختصرُ كل الطرق التي تؤدي إلى (أحبك) بأن أقولها وحسب. 

دون انتظار أن تفهم كيف ولماذا. دون ترقب لأثرها عليك. دون انتظار لفهمي الكامل لحيثيات هذا الحب.

دون مزيد من الأدلة والبراهين، أو الفحص والتمحيص. الحياة قصيرة، والموت آت لا محالة. هل سأموت بعد عامين مثل صديقتي؟ هل سأموت الآن؟ بعد نصف ساعة؟ بعد خمس شهور؟ 


استيقظت النائمة ذات صباح لتجد جزءًا من روحها غادرها وتعلق كغيمة فوقها، وكلما امتلئت بقطرات الندى (وبالولع بتفاصيلك، وبالانجذاب البري نحوك، وبالأحاديث الخيالية اللا منتهية ) دمعت عيناها، واختفت الغيمة لوهلة، ثم تكونت ثانيةً. لا تدري ماذا تفعل، وماذا تقول، ولمن؟

استيقظت الغافلة، لتجدك مركزا في العالم الجديد. من ذا الذي يستيقظ ويختار الكوكب الذي يولد فيه والجسم الذي يكون عليه؟ 

من ذا الذي يستيقظ وهو مختارٌ ليكون شمسا أو قمرا أو شجرة أو نهرا أو طائرا أو رجلا أو امرأة، إنسياً أو جنيا؟

دارت حولك كقمر حول كوكبه. كل اقتراب منك يستحيل اكتماله، فرضيت بالدوران.

ماذا يفعل القمر إن لفظه كوكبه؟ ماذا يفعل السمكُ إن وجد نفسه على الشاطيء؟ ماذا يفعل جنين البطريق إن لم يدفئه أباه جيدا؟ ماذا يحدث للسلحفاة الصغيرة التي  خرجت من البيضة ونسيها البحر؟ ماذا يفعل الفَرْخُ الذي نسيت أمه إطعامه؟

ماذا يفعل المُحب إن قال أحبك ولم تنبت شجرة؟ 

هل قدره أن يسقي كل الشجر ويحب كل إنسان وطير وحي وجماد ليرتد ولو شعاع من هذا الحب للمحبوب؟


أحبك كما يحب القطبين المتنافرين في المغناطيس بعضهما. 

أحبك بلا قيد، بلا شرط. بلا ماض أو مستقبل. حبًا مجانيًا يقابل كل القسوة المجانية للعالم. حبًا رحْبًا بلا نهاية. 

حبًا طبيعيا سَلسًا كحب الصخرة للورد الذي نبت عليها. وكحب الأرض الخصبة للبذور التواقة للنمو.

حبًا يشمل كل ما تحب، وكل من تحب.

ولا يعني رحيلي أني أحبك أقل.


ماذا يفعل الإنسان إن كان قدره أن يلمس السماء، ولا يطير للأبد؟


ليست هناك تعليقات: