آخر مهمة لـ(كَون)قبل الطوفان

من أين أتيتِ بكل هذا

الموتِ

يا كَون!؟

...

من أين؟

...

العضلةُ الحمراءُ بمنتصفِ الصدر..

مائلةً أكثر _هذه المرة_إلى خلافِ

الخَطو..

مربوطةً بصخرةٍ..

لتنغرزَ

بقاعِ

البئر

!

فتحتُهُ الفاجرةُ تسرِّبُ

مطرًا مغليًا

أو ندعاتِ،

ندىً

حمضية

تسَّــاقَطُ فوق

الصخرة

!

................

تنتفضُ الصخرةُ

تندفعُ القطراتُ

الثكلى

لتقتاتَ

بتلك العضلة

تفرِّخُ وحوشًا صغيرة

مسننة القواطع..

جائعةً منذ قرون

..

أشهدُ الواقعةَ

وأدعو الصحبَ

لعدم تفويت المتعة

!

.............

من أينَ لك بكل

القسوةِ يا كَون!

..

من أين!؟

.............

مع كل الماءِ

تتمددُ العضلة..

تتلون..

من الأحمرِ

إلى البني!

تتبرقشُ بحفرٍ

متقرحةٍ وغير ذلك..

منتظمةٍ وغير ذلك..

متمددةٍ وغير ذلك..

غير ذلك وغير ذلك..

.....

ينفخُ منادٍ في المدينةِ

أَن وجدنا معجزةً

بقاع البئر!

تجمهروا..

وتجمهروا..

وتساءلَ شخصٌ منهم

عن أصلهِ؟

واختلفوا..

أأبنُ الصخرِ هذا؟

أم ابنُ الوجَع؟

وتشاجروا..

وتشاجروا..

وتوالدت إجاباتُ هذا السؤال

بعددِ اهل المدينة

..

والعضلةُ التي أضحت بنيةً

مغزوَّةً بالحفائر

تنزُ سائلاً مركزًا

ذو طعمِ صدِئ

ومع تمددها..

تسلقت فوق الصخرة..

حتى حافة البئر

وأغرق سائلُها الذين تجمهروا..

وتجمهروا..

................

تبًا لكِ ياكون!

ألهذا جمعتِ

القوم

...............

من أين أتيت ببركانِ

الخرابِ هذا؟

..

من أين؟

..............

أمسكي البوقَ من المنادي

ياكون..

أمسكيه

..

أودعي السرَّ المقدسَ فيهِ

وأعلنيه

..

أخبري أهل المدنيةِ

كلِّهم

ألا عزاء..

ولا انتظار..

وأنّ البلدةَ

الحمقاءَ

ملعونةٌٌ

!

فليهجروها

بلا ابطاء