لطالما كان عقلي هو قارب النجاة الذي أُبحر به في محيط هذه الحياة.
أحلل وأبحث وأفكر كلما احترت في شيء، أو حاولت فهم أي موضوع، أو أي حدث. وبالطبع هذا يعني حساب الإيجابيات والسلبيات في أي موقف، وما لا يراه عقلي تتسلل إليه مخاوف نفسي، ولا وعيي فيُسهمُ في توجيهي لما أظنه في النهاية هو الصواب، أو الحكم الصحيح، والقرار السديد.
أما قلبي، فلا أعرف بعدُ كيف يفكر، أو كيف يتحدث؟! أحدثه بلغة العقل التي أعرفها وأستخدمها فينظر إلي مبتسمًا أو لا يفكر فيما أحاول إقناعه به. وبالطبع يفعل ما يحلو له. كل مرة.
قاومته أغلب عمري، واستمعتُ إليه مرات معدودة، طالني فيها ألم عظيم، وبهجة عظيمة، إلا أن الألم كان يستمر أعوامًا بعدها، أظل أقاومه بكل ما أوتيت من قوة.
إلى أن استقر الأمر أن أستمع إليه وأنصت. ربما أتعلم لغته، أو كيف يرى العالم.
الآن نحن أصدقاء في بداية الصداقة. مثلًا هذا الصباح أخبرني قلبي عمن يشتاق إليه، وبكى، فبكيتُ واحتضنته، وقلت له: بص العصفورة!
وسأصحبهُ للتمشية بعد قليل ليسلي شوقه، ويتلهى بالنسيم العليل والشجر العالي، والشمس المشرقة، والسماء الصافية حينًا والغائمة أحيانًا أخرى.
يخطر ببالي "إنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِن أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ"، وأهز رأسي مندهشة، ككل مرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق